(أحبُ الروايات والأفلام التي تأخذ حيزاً صغيراً من المكان والشخصيات وما أحبهُ أكثر هي تلك التي تأخذ حيزاً صغيراً من الزمان، تكشفُ لنا ساعات ليلة هذه الرواية الحياة الليّلة لمدينة طوكيو، بين فنادق العشاق، العصابات، والمقاهي التي لا تنطفئُ أنوارها، عن طريق شخصيات قد تبدو عادية في النهار، لكنها كائنات مختلفة .ليلاً، كما أنها لن تلتقي سوا ليلاً
تبدأ القصة بماري فتاة التاسعة عشرة التي تقرر قضاء الليل بمفردها في إحدى مطاعم المدينة، لتلقي صدفة بصديق اختها القديم عازف السيكسفون الغريب الأطوار لتتوالى بعدها الأحداث، وثلاث قصة متوازية ترتبط بها ماري بطريقة ما، لكن وكعادة هاروكي ستجدُ مساحةً من الخيال يصف بها علاقة ماري بأختها ثم هناك واقعيته المفرطة فيترك لك بعض الشخصيات بدون عقاب، تتعرف على الشخصيات من الأحاديث بينها فلا وجود لأي مونولوج داخلي يساعدنا في فهم ما تفكر به، كُل ذلك مع الكثير من رسائل القدر، والكثير من دردشات الليل الصغيرة في البداية لتنتهي بأحاديث طويلة وذكريات قديمة تقرب بعض شخصياتها، فربما كلُ ما نحتاجهُ لنتخلصَ من ليل نفوسنا هو مشاركته مع الآخرين، فالمشاركة والذكريات هما كلُ مانملك.)
حسناً هذا انطباعي الأولي، ما رأيكم بها؟
التعليقات