عن الكتب التي يتحدث عنها الجميع ! ~ في حب القراءة
لا بأس أن أدلوا بدلوي. فيما كتبته سيدتي الفاضلة. قد أتقاسم معك نفس التوجه و نفس الرؤية حول الكتب التي يمدحها الأخرون. أو بمعنى اخر ليس كل ما يمدح فهو جميل و هذا بالأساس راجع إلى الإختلافات الفكرية بين الناس و إلى ما يستأثر بإهتمامهم. لكن ما إستوقفي بالخصوص هو ذكرك لرواية حبيبتي أنثى عبرية للكاتبة التونسية. فقد كنت قد أنهيت خلال أيام قليلة مضت قراءة هذه الرواية و للأمانة لا أخفي أني عشت مع أحداثها بكل كياني و وجداني. رغم أني قليلا ما تستهويني قراءة الروايات. فالرواية تحكي أحداث طفلة إسمها ريما عاشت في كنف أسرة يهودية تونسية بعد أن توفيت أمها. فكان السيد جاكوب " بابا يعقوب كما كانت تناديه ريما" حريصا على الإلتزام بالأمانة التي ألقيت على عاتقه ألا و هي رعاية ريما فقد كان يأخدها إلى المسيد لتحفيظ القرأن كما أن جاكوب يرافق ريما كل جمعة لأداء صلاة الجمعة في أحد المساجد. لكن توالت الأحداث و كبرت ريما و بدأ إدراكها الديني أيضا يكبر معها. فسبب لها مشاكل مع اسرة جاكوب ذات الديانة اليهودية. و خصوصا زوجة هذا الأخير الذي خيرته بين رحيل ريما صونا لأطفالها و لمعتقداتها اليهودية أو الطلاق. فما كان لهذا الأخير سوى الرضوخ لقرار زوجته رغم مكانة ريما في قلبه. هكذا رحلت ريما إلى لبنان لتعيش في حضن أسرة يهودية أخرى " أخت جاكوب" لكن زوجها كان يعامل ريما معاملة وحشية مما أجبرها هي الاخرى أن تجبر ريما العيش في أحضان أسرى يهودية أخرى لكن هنا ستنشئ علاقة أخرى بين ريما الفتاة المسلمة و ندى الفتاة اليهودية التي وقعت في حب رجل مسلم. هذا الحب الذي غير مجرى حياة ندى من اليهودية إلى قناعتها بالإسلام و ما عنته جراء ذلك بوفاة ريما و فقدان أحمد و امها التي طردها من المنزل بسبب الإسلام. الرواية تضع لنا فكرة و تصورا بل تقتحم عالم اليهود هذا العالم المنغلق و تكشف ملامحه و أغواره. كما تضعنا أمام عالم أو ربما ما أسميه تسامح المسحيين مع غيرهم فمن وقف بجانب ندى لما أسلمت كان زوج أمها المسيحي. أيضا تضعنا الرواية أما ما يراه الأخرون عن الإسلام. و كيف يحاجج كل بأدلته و تساؤولاته حول الأخر. لكن الأجمل في نظري هي النهاية حيث أسلم الكل و كيف إقتنعت اسرة جاكوب بالإسلام و كيف تزوجت ندى بأحمد رغم كل ما عناه معا. فإنتصار الإسلام في هذه الرواية كان نتيجة براهن علمية و تصورات و اقعية مجردة عن العاطفة. شخصيا اراها رواية تستحق القراءة.
التعليقات