هل جلست يومًا أمام ورقة بيضاء (أو شاشة ساطعة) وشعرت أن ما ستكتبه سيغير العالم؟ ثم، بعد عدة صفحات، أدركت أنك بالكاد تكتب شيئًا مقروءًا؟ لا بأس، فحتى العظماء مروا بذلك. لكن السؤال الحقيقي هو: متى يصبح الكاتب "عظيمًا"؟ هل يكفي أن يكون أصيلًا؟ مؤثرًا؟ أم مجرد شخص محظوظ وجد ناشرًا جيدًا؟
دعونا نلقي نظرة على هذا الموضوع بعقلية أكثر مرحًا ولامبالاة، لأن الحقيقة المؤلمة هي: لا أحد يعرف الجواب تمامًا!
متى يكون الكاتب "ذا قيمة"؟
هل هو الذي يبيع الملايين؟ أم الذي لا يقرأه إلا نخبة من المثقفين المتغطرسين؟ ربما لا هذا ولا ذاك. فالقيمة قد تكون في الأصالة، أو في التأثير، أو حتى في كون الكاتب قد نجح في إقناع أحدهم بأن كتابته تستحق القراءة (وهذا إنجاز بحد ذاته).
الأدب والفن: صراع التعبير والإمتاع
هل دور الكاتب أن يعبر عن نفسه، أم أن يسلي الآخرين؟ البعض يرى أن الكاتب الحقيقي يجب أن يكتب لنفسه فقط، لكن الحقيقة أن الكاتب الذي يكتب لنفسه فقط هو مجرد شخص لديه يوميات طويلة. الأدب فن، والفن يجب أن يجد جمهورًا، وإلا فهو مجرد حديث داخلي مكتوب بحرف أنيق.
الزمن: المصفاة القاسية للأدب
ربما كتبتَ رواية عبقرية لم يفهمها أحد، وربما كتب شخص آخر شيئًا سخيفًا صار حديث الجميع. لا تقلق، الزمن سيحكم، لكن المشكلة هي أن الزمن غالبًا ما يكون قاسيًا، وقد لا يمنح الكاتب اعترافًا إلا بعد موته، وهذا ليس سيناريو مشجعًا للغاية!
الأصالة أم التقليد؟ أيهما يبيع أكثر؟
الإبداع مطلوب، لكن السوق يحب التكرار. الكُتّاب العظماء يبتكرون، لكن الكُتّاب الأكثر مبيعًا غالبًا ما يكررون. إذن، هل تريد أن تكون كاتبًا أصيلًا أم كاتبًا ناجحًا؟ إذا كنت ذكيًا بما يكفي، ستجد طريقة تجمع بين الاثنين!
الكاتب كصوت لثقافته وزمنه
قد تكتب رواية لا تُقرأ كثيرًا، لكنها تُدرّس بعد عقود كمثال على روح العصر. أو قد تكون مجرد اسم آخر في قائمة "أفضل الكتب مبيعًا لهذا الشهر". في كلتا الحالتين، أنت تساهم في الثقافة بطريقة ما – إما كصوت خالد، أو كترفيه سريع الزوال.
هل يجب أن يلتزم الكاتب بنوع أدبي معين؟
الناشرون يحبون التصنيفات، لكنها قد تكون قيدًا خانقًا. إن كنت كاتبًا جريئًا، فقد تحاول كسر القواعد، لكن المشكلة أن القارئ غالبًا ما يحب ما هو مألوف. التحدي الحقيقي هو أن تكتب بحرية، دون أن تبدو وكأنك فقدت البوصلة تمامًا.
النجاح التجاري: هل هو دليل على الجودة؟
بكل صراحة؟ ليس بالضرورة. النجاح التجاري يعني أنك كتبت شيئًا جذب الجمهور، لكن هل هو "أدب عظيم"؟ هذا سؤال آخر. في النهاية، من الأفضل أن تكون كاتبًا ناجحًا أولًا، ثم تدع النقاد يقررون لاحقًا ما إذا كنت عبقريًا أم لا.
تأثير الكتابة على الفنون الأخرى
إذا نجحت في تحويل روايتك إلى فيلم أو مسلسل، فأنت على الطريق الصحيح للخلود الأدبي (أو على الأقل للثراء!). الأعمال العظيمة تترك أثرًا، سواء في السينما، أو المسرح، أو حتى في اقتباسات عشوائية على وسائل التواصل الاجتماعي.
هل الكتابة تجربة ذاتية؟
بالتأكيد. بعض القراء سيحبون كتاباتك، وبعضهم سيتهمونك بإفساد الذوق العام. لا تأخذ الأمر بجدية زائدة، فحتى العظماء لديهم كارهون. المهم أن تجد صوتك الخاص، ثم تكتب وكأنك لا تهتم بمن سيقرأك (حتى لو كنت تهتم سرًا).
الكاتب كإثارة فكرية ونقدية
الأدب ليس مجرد كتابة، بل هو نقاش مفتوح. إن كنت كاتبًا جيدًا، فستدفع الناس للتفكير، وربما للجدال حولك. أما إذا كنت كاتبًا عظيمًا، فستجعلهم يعيدون النظر في حياتهم. أما إذا كنت كاتبًا سيئًا... فربما ستجعلهم يعيدون النظر في اختياراتهم للكتب!
لا أحد يعرف شيئًا، وهذا رائع!
لا أحد يملك الوصفة السرية للكتابة العظيمة، ولا توجد معايير صارمة تحدد من هو الكاتب العظيم. ربما السر يكمن في أن تكتب، ثم تكتب، ثم تكتب، إلى أن يقرر الزمن – أو القارئ – أنك كنت عبقريًا طوال الوقت.
هل تعتقد أن هناك معايير واضحة لتمييز الكاتب العظيم؟
التعليقات