باختصار حاولت مرارا وتكرارا اقناع نفسي بالقراءة المستمرة، حتى أبي حاول جاهدا لأدرك ذلك، فلدينا مكتبة ضخمة بالعديد من الكتب، ولكن لا أتمكن من القراءة، هناك ما يخبرني بداخلي ان القراءة لن تضيف شيئا جديدا بخلاف الاستماع لبودكاست أو قراءة موضوع، لذا أشعر بضغط بين رغبتي بالقراءة وبين الرفض الذي يجول بخاطري، وكون حسوب معروف بهذا المجتمع المفيد، مجتمع كتب وروايات فرأيت أنكم أفضل من تحدثوني عن القراءة وأهميتها وفوائدها للعقل وللشخص على مختلف الجوانب وماذا أضافت لكم كقراء مخضرمين، بانتظار مشاركاتكم
القراءة، ما هي أهميتها وفوائدها؟
يمكن أن يعود سبب فتور القراءة لديك إلى نوعية الكتب التي تطالعها، حاول أن تبدأ مطالعة أنواع بها تشويق ومشاهد حاسمة أو خيالية مثل الروايات العلمية الخيالية التي تدعم إبداع العقل، وتعتبر هذه الأنواع من الكتب والروايات بداية جيدة لدخولك إلى عالم القراءة، والذي تتلخص أهميته في نقاط عديدة تفيد عقولنا وأجسامنا وأعمالنا حتى: فالقراءة تساعد الشخص على التعلم بشكل أسرع من خلال تحسين الذاكرة، وإضفاء ميزة خاصة للقارئ بجعله شخص ذو تركيز عالٍ وعقل قليل الشرود، فضلًا عن دعم القراءة الخيالية للإبداع بصورة متفردة ومبتكرة، كما أخبرتنا إحدى الدراسات التي دعمت هذه الميزة، والتي كانت عبارة عن جعل 100 شخص يقرأون إما قصة خيالية أو مقالًا واقعيًا، ثم أكملوا استبيانًا، وعندما ظهرت نتائج الدراسة كان قراء الخيال أكثر إبداعًا في إجاباتهم من قراء المقالات، فهنا نرى كمية التطور الذي تحدثه قصة خيالية واحدة، فما بالك لو قرأت العديد منها؟
وبالطبع أهمية القراءة لا تقتصر على تلك الفائدتين، فأهم فائدة لها بالنسبة لي هي أنها تقلل التوتر لدى القارئ، وعن تجربتي الشخصية فإن نتائج القراءة رائعة حقًا في خفض التوتر وتشابك الأفكار والضغط النفسي لدى الشخص، فقبل فترة مررت في حالة إنعزال وإنقطاع عن كل أعمالي وأصدقائي بسبب حالة من الضغط الذي كنت أعيش في داخله، وظهرت نتيجة القراءة الفعالة في أنني كنت أعود لحياتي تدريجيًا بعد أن انقطعت عن كل شيء إلا القراءة، وبالنسبة لي كانت تلك الفترة من أفضل فترات حياتي، مع أنني كنت أمر فيها بضغط رهيب، إلا أنني شعرت براحة نفسية وصفو داخلي لأنني تفرغت للغوص داخل كتبي وعشت في حكاياها المتنوعة، مما وسع نظرتي على الكون، وجعلني أكثر قبولًا لحياتي من السابق، وفي دراسة لدور القراءة في تقليل التوتر أجريت عام 2009 من قبل Mindlab International في جامعة ساسكس أنه بعد أن يقرأ الناس بهدوء لمدة ست دقائق فقط، تباطأت معدلات ضربات القلب لديهم وكان لديهم توتر عضلي أقل، وانخفض التوتر لديهم بنسبة 68٪.، مما يؤكد لنا فعالية القراءة وفوائدها العظيمة لتخفيف التوتر، وإلقاء التركيز بشكل كامل، وتصويب الإنتباه نحو ما نريد دون أي تشتيت. ولا زال هناك فوائد كثيرة للقراءة منها تعزيز المناعة وتخفيف إحتمالية الإصابة بالزهايمر، فضلًا على أنها تزيد من وعي الشخص، وتُضفي عليه طابع النضوج من خلال تفهمه لوجهات نظر الآخرين ورؤية الأمور من زوايا متعددة.
التعليقات