كشف استطلاع عالمي أجرته مؤسسة غالوب أنه من بين مليار عامل بدوام كامل من حول العالم، لا يشعر سوى 15٪ منهم بالانخراط في بيئة العمل، وهذا يعني أن نسبة 85٪ من الموظفين غير سعداء في وظائفهم. وهي نسبة مرتفعة لكنها ليست مفاجئة بالنسبة لي حتى بعد كل الاهتمام الذي تلقاه موضوع تحسين بيئة العمل وجهود الشركات لتحقيق ذلك، لأنه وفي بعض الأحيان يضطر الكثير من الأشخاص وخصوصا في مجتمعاتنا التي تنخفض فيها فرص العمل على القيام بأي عمل، فقط حتى لا يبقوا دون عمل وحتى يحصلوا على بعض المال لتسديد فواتيرهم وتأدية مسؤولياتهم اتجاه عائلاتهم، وهذا مفهوم لأنّ الفواتير لا تدفع نفسها واحتياجات العائلة الأساسية لا تنتظر.

وعلى الرغم من حاجة الأشخاص للعمل إلاّ أنه من المهم أيضا أن يشعروا بالسعادة والراحة في مكان العمل الذي يقضون فيه 3/1 من حياتهم ( نقضي في العمل حوالي 90,000 من ساعات استيقاظنا طوال العمر).

لطالما كان هناك جدال حول كيفية التصرف الصحيح في مواقف مشابهة، رأي أول يفضل المال ويتمسك بالعمل، ورأي ثاني يدعوا إلى ترك العمل. 

الملياردير ريتشارد برانسون عبّر عن تأييده للرأي الثاني من خلال كتابه (تبا، لنقم بذلك)، ويتبنى ريتشارد هذا الرأي لايمانه بأنّ الاستمتاع يجب أن يكون جزء مهما من عمل أي شخص. وهذا شيء أوافقه عليه، لكنه يذهب في تفاؤله بعيدا عندما يقترح أن نستمتع وندع المال يأتي لوحده. 

ولا أعرف كيف سيأتي المال لوحده لأنّ النصائح التي ذكرها ريتشارد في الكتاب، مثل الالتزام بنظرة ايجابية للحياة، والجرأة، والثقة في النفس ومتابعة الأحلام لا تضمن الحصول على المال.

ويؤكد ريتشارد على أهمية الاستمتاع في حياته بعرض قصته المثيرة حول شرائه لواحدة من الجزر البريطانية، حيث يقول أنه لم يكن يمتلك المال للقيام بذلك، لكنه اقترضه لشراء الجزيرة والاستمتاع بأجوائها. 

أعلم أنني لست الوحيدة التي ستعارض فكرة الاقتراض للاستمتاع، وهناك حتى رجال أعمال كبيل جيتس سيوافقونني رأيي لأنهم يؤمنون بأنه لا جدوى من صرف الأموال على أشياء لا تولد لنا الأرباح.

ما هي أولوياتكم؟ المال أو الاستمتاع أولا ؟

في رأيكم كيف نستطيع الجمع بينهما؟