لست كاتبة و لا روائية انما انا مجرد هاوية وقعت في شباك عشق لحروف حية .....دائما ما اكتب لنفسي لكنني اصبحت اميل الى مشاركت كتاباتي لعلني اوسع نظري بآراء ناس غيري فأجد حلولا من نظراتهم للامور لا احب ان اشاركها مع عائلتي لانني اظنهم يختنقون معي بنفس الهواء لذلك اردت الاستشارة من ممن هو يبعد عن هذا الهواء فيرى الوضع من بعيد لعله يملك حلا سديد...

فضلت ان تكون كتابتي على اجزاء لكي يفهم القارء اين من المواضع اقف....

و كوني قدر هو افضل التسميات لحزمة هذه الكتابات ...

  بسمك اللهم

لطالما كنت سيئة في المقدمات وما زلت كذلك خصوصا عندما يكون الموضوع عن افكاري المشوشة ..... سأحاول ان اكون منظمة في طرح افكاري بالرغم انها ليست منظمة حتى في ارشيف عقلي ... من این ابدأ هل من بداية حضوري الى عالم الدنيا کمسافرة غريبة حظرت توا من عالم ارحام عاشت به تسعة اشهر وثلاث ظلمات تماما كما عاش يوسف بالجب ثلاث ايام و کما عاش يونس بداخل و تحت ثلاث ظلمات ... قصتي ليست شيئا خارقا للعادة احداثها قد لا تكون الأسوء ابدا فالحمد لله ما رأیت الا جمیلا لكنني الآن أتسائل عن سيرورة الامور بداخلها فأحيانا اشعر بأني اهزم الدنيا وفي احيان أخرى اشعر وكأنها لا تسأم ابدا لا تتعب لا تتوقف عن محاولة إسقاطي ... بشتى الطرق تستعين ... لا تبرح الأكما كانت زلخية تغلق ابواب القصر لاسقاط يوسف في شباكها فعند اعراضه لاحقته راكضتا وبعد أن كشف امرها انسبت اليه تهما بائسة ادخلته بها لسجنها كذلك احب ان اصف دنياي....ولعلي اتعمق بهذا الوصف لاحقا ....

انني عشت احداث في سن قد اقول انها مبكرة

تلك الاحداث التي لم يحصل شرف بلقائها ابدا سوا السماع عنها من قبل احاديث تدور بين المشاهدين لمسلسلات تشاهدها جدتي كثيرا......

لذلك عندما اوضع بجنبها لا اقوى الا على الضحك وفي الكثير من الأحيان کنت اضحك بصدق عن مجريات الأمور و عن السفينة الموعودة بالارساء منذ اول اقلاع مختل غیر متوازن لها .... " هذه عبارة حیرت عقلي بشدة منذ خمسة اعوام و لازلت اذكرها كأنني سمعتها فقط صباحا لكن للأسف الوعد لم يوفي بعد بالرغم من انني فقدت الثقة فقدان تام " حسنا ان كانت البداية ستكون من يوم الولادة فستكون في أحد ليال ايلول من الأعوام الأولى من الألفين ....

في ليلة ثلاثاء کنت قد حضرت توا متعبة من سفر مصيري من عالم الارحام الى عالم الدنيا ... لا اذكر اي المشاعر اتجاه هذا السفر کنت احمل ولا اذكر الرسالة التي حضرت بها لكنني على يقين انني كنت احملها في رکن ما قد لا اذكر الآن این خبأتها ربما قد لا اذكر ابدا بالرغم من الرغبة الشديدة التي تراودني في البحث عنها .... احد تفاصيل ذلك اليوم التي ترددها امي دائما انني كنت جدا حمراء حين خروجي لا اعرف كيف أفسر هذا التفصيل العالق بذهني امي لكن لابد انه شيء يحمل معنی .... يقول جميع افراد العائلة أن بكائي ذلك اليوم كان عاليا صاخب فلم اكن اتوقف عن استخدام صوتي كسلاح .... ربما لم اخبر احدا انني اعرف لهذا التفصيل تفسير لكنني ابقيه لنفسي لانني اكاد اجزم انني لم اكن ارغب في الحضور اليهم ليس كبغض مني لهم انما هو فقط رد فعل فطري نمتلكنه نحن بنو الانسان فتماما اذا فكرت الآن في الموت هل ستقول لنفسك حسنا انا مستعد لأموت قد تقول انك لا تخاف من الموت لكنني انا بطبعي اعرف انني اخاف من الأشياء المجهولة اعلم انني قد التقي بأحبة اشتقت لهم و ارهقني بعدهم لكن ماذا بعد ؟كيف سأخرج من هذا الجسد الهلامي؟ هل سأتألم؟ ماذا سأصبح؟ این سأعيش؟ کيف هي الاحوال هناك؟ هل سأمشي؟ ام اطير؟ ام انني لن احتاج لشيء كذلك هناك؟ هل يملكون خاصية الزمن؟ او المكان؟ ام انها معدومة؟ او ربما هي خليط من كليهما " زمکان " ؟هل سألتقي بمن اشتقت اليه؟ و لكن ماذا بعد ان يرتوي شوقي؟ هل سأربي شوقا آخر لمن لم يلحق بي بعد؟ ماذا عن المنزل؟ ماذا عن باب البيت ؟و النافذة؟ ماذا عن حائطي المفضل؟ و رکن عزلتي؟ ماذا عن بحر مدينتنا ؟ماذا عن قلمي المفضل؟ .... كل هذه اشياء تتبادر بذهني دائما و الكثير الكثير منها ايضا.....

وبذلك عرفت انني عندما كنت ابكي فور حضوري هو بسبب أٌنسي ببساطة بما عشت خلاله ...آنسة بصوت امي و دقات قلبها ...

والظلام و الدفئ المتوفر في جوفها... حديثها معي و اختيارها المأكولات بعناية تناسب مطلبي.... فما كنت امشي هناك ولا كنت أطبخ لآكل انما كنت فقط افكر في شيء لتشعر امي برغبة في احضاره تماما كما وصفت حور العين.... امي حورية جميلة اخترتها بفخر لتكون عالما لي فأحببت كل شيء وكل تفصيل في مرحلة عيشي بها ....احببت كيف أحاط بعظامها و جدران بيتي التي كانت من لحم هناك و دمها الذي يحييني بمروره مرارا و الحبل السري الذي كان منفذا لطعامي .. وبذلك عندما اخبرتني الملائكة انني يجب ان اخرج لأنني اهلت بالفعل للخروج كنت قد نسيت الوعد الذي قطعته من قبل عندما كنت في عالم الأصلاب نسيت الرحلة الشاقة تلك للوصول هنا او ربما لم اكن اشعر ان التسعة اشهر تلك كافية لراحتي.....هل يذكركم هذا بشيء اجل في تلك اللحظات كنت خائفة .... لم اكن ارغب بالخروج لكنهم أخرجوني بالقوة فكنت ابكي على جدران بيتي المصنوع من لحم و عظام .... كنت اصرخ لفراق الدم الذي لا يفارقني .... استغيث لالا يبعدوني عن دقات القلب التي تهدأني و عن الخائن الحبل السري الذي قطع الصلة بي فور ان اصبحت خارجا لماذا لم يبعد المقص مثلا او يصرخ هو الآخر عن بعدي الم نكن أصدقاء ... فأصبحت بلا مأوی ضاع جهدي ضاع شقائي و خسرت كل شيئ بعد ان كنت الفائزة من بين الألوف ان لم اقل الملايين من الحيوانات المنوية .... كيف لا ابكي كيف لا اصيح ... كيف لا انوح وقد سلبت كل رزقي كيف جرى بيا الأمر يتداولني فريق من الطباء و الممرضين من هنا إلى هنا ثم هنا ثم الى این ؟؟؟ .....

انتظروا هذا الصوت انني اعرفه و جزء من انسي حتى هذه النبضات لم تكن ملكي و انما هي في هذا العالم تخص قلب امي التي عرفتها توا بشخصها الظاهر امامي بتجلي....

رأيت عینان واسعتان خضراء لوزية تختلط بدموع و فم مرسوم وانف منحوت و وجه ابيض ناصع البياض ....

إلى يومنا عندما اكلم امي اجدني احملق بعينيها.... انظر اليها في الكثير من الأحيان و أصمت فقط اغوص في عينيها فتبتسم هي و تقول " لازلت عيناك كأول يوم التقيت بك فيه كنت تنظرين لي بدهشة طوال الليل و لم تنامي "...

انا لا اعرف لماذا افعل ذلك لا من قبل و لاحتى الآن لكنني و بفرضية حديثة ترجمت ذلك الشعور على انه تذكر في مرة كيف انك لم تتخلي عني ... كيف أنك لم تخونيني بل انما واصلت العمل كحورية انسية لي....

يتبع(هذه بداية ربما لم اسأل بداخلها عن حلول لمشاكل فعلية لكنني طرحت بها بعض التساؤلات التي يطرحها كل بشر ....اتمنى ان نتبادل الآراء....

سلام)