افضل ذكرى لدي عن لوفي جعلتني احبه هو لما واجه هو واصدقائه اول مرة الادميرالات فزع لوفي وخوفه ثم استسلامه معرفته بوضعه وحدوده وانه لا يجب ان نضحي بالاصدقاء ونحن في حالة ضعف معرفته حدوده ذلك الوقت هو افضل ذكرى لي عنه.

لكن هذا المقال ليس عن لوفي..بل عن البوابات الثلاثة لمدينة الضياع وانا هنا لن اتكلم عن امور عقلية لها منطقها بل ساضع امورا استفدت منها كملاحظات وتاملات في حياتي عن تجربة.

"هناك اناس لا تتورط معهم ليس خوفا منهم بل لانك لا تريد ان تدخل مدينة الضياع"

مرة كنت امشي في ليلة ليلاء مع صديق لنمر على جماعة شبان لديهم كلب مربوط وصديقي كان يدخن فطلب منه احدهم سيجارة لكنه لم يرد عليه ومشينا فنهض الشاب وكان سيحرض الكلب وياتي هو واصدقائه ويبدا معركة حامية حينما تدخلت –لاني اعرف بعض الاشياء –لاعطيه سيجارة اخذتها من الصديق واخبره انه لم يسمعه.. لم افعل ذلك خوفا ولا حتى عملا بالحديث الذي رواه البخاري (إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ) فانا اعطيته سيجارة ولم اتبسم في وجهه كما فعل المصطفى في سبب رواية هذا الحديث لكنني ايضا لا اريد ان اتعامل ولا ادخل في اي ارتباط عدائي او غيره مع اشر الناس.

فيما بعد اخبرت صديقي ان هذا الشخص وجماعته ابلد واتفه واضيع ناس في كل هذه البلدة وعائلته التي تتكون من عشرين او اكثر اخا من امهات مختلفة واب (اضيع من ابنائه) منتشرون في سجون البلاد طولا وعرضا (بما فيهن بناته ايضا كسجينات) وان هذا الشخص متخصص في المشاكل واثارتها انه لا يعيش فراغا فحسب بل فراغا رهيبا يعجز عنه الوصف..مرة اخبرني احدهم انه يستائل –استغفر الله- عن حكمة الرب في خلق مثل هذه الكائنات!

ثم اخبرت صديقي ما الذي سيحدث ان جعل مثل هذا الكائن (الذي لم يسلم الكل من شره) ان جعله يدخل في حياته اولا سيضربونه ضربا مبرحا ويطلقون الكلب وستضطر للرد ثم اما ان تذهب للشرطة وتشتكي واما ان تاتي بجماعتك وتتقاتلون قتالا شعبيا والحل الثاني سيتغلب فيه هو بلا شك لسبب بسيط هو انه متفرغ للموضوع.

في حالة ذهابك للشرطة هناك احتمالات ان يدعو عليك بالتهجم ويشهد معه التافهون الذين معه وتقضي يوما في الحجز وان تركوك معه فقد قضي عليك وهنا القضاة والشرطة لديهم فراغ بال واسع جدا ومن الارجح ان يعطلوا حياتك اسبوعا ان لم يكن اشهرا اخذا وردا بشكل طبيعي اضف الى انه لو تم حجزه سيرسل لك اصدقائه ليجعلوا حياتك جحيما.

لنفرض انك وقعت مع شرطي جيد وانه يعرف هذه الافات البشرية وانه تركه هو معه واطلق سراحك لن ينفي هذا انه سيعرج عليك بعد خروجه من الامر وهذا يحدث سريعا لان الوقت يمر اسرع في الخارج اضف الى انه وهو هناك سيرسل لك كما قلنا اصدقائه

وكل هذا من اجل ماذا؟ من اجل سيجارة.

الوصف الذي ذكرته للشرطة والامور ذلك لاني مررت عليه بشكل ما لذلك اعرف الموضوع عن تجربة والاستنتاج الذي نخرج به من هذه القصة والتجربة هو

((هناك بعض التوريطات التي لا يجب عليك ان تدخل في حياتك))

قبل ان تصل الى نقطة اللارجعة في تورط في شيء ما (نقطة اللارجعة هي التي اسميها مدينة الضياع)) يعطيك الله ثلاث فرص للخروج منها نهائيا اخرها ان دخلت فيه لن تخرج. ومعنى لن تخرج ان هذا الشي الذي تورطت فيه سيترك بصمة غائرة في حياتك للممات بلا شك. وصدقني ان رأيت مثال السيجارة سخيفا وتافها فستتعجب لما تمضي بك الحياة وترى تورط الكثيرين في اسباب اتفه بكثير جدا.

البوابة الاولى وهي الفرصة الاولى وتحتوي على باب خلفي للخروج (صعب الايجاد طبعا) لكن لما تجده يمكنك الخروج من القضية كالشعرة من العجين لكن ضياع الوقت والمال والجهد وحتى الصحة لا يمكن تجنبه لكن بمقدار اقل مما وراء البوابة الثانية

ان كنت مصرا وقهرتك عزة نفسك على المضي قدما لاسترجاع حقك واظهار نفسك والانتصار لها ودخلت البوابة الثانية وهي الفرصة الثانية فالباب الخلفي للرجوع فيه عسير ان تجده ان حاولت التراجع والخروج من الموضوع ولما تجده وتعود وتخرج من الامر سيكون ضياع الوقت والمال والجهد والصحة اكبر مما كان في البوابة الاولى

ومشكلة البوابة الثانية انها ثانية فيقول الخيميائي باولو كويلو ان ما وقع مرة قد لا يقع مرة ثانية ابدا لكن ما وقع مرتين فالثالثة اكيدة.

من هنا خطر البوابة الثانية انه لا يجب عليك دخولها ابدا ولا اخذ فرصتها من باب النصيحة والحفاظ على نفسك.

اما ان اجتزت البوابة الثالثة فلا يوجد هناك باب خلفي والرجوع قد يتطلب حفر الارض لمدة قرون مما يعني انك ورطت نفسك في شيء سيستمر في عقبك من الابناء ليعانوا منه وقد يعانون كثيرا ان لم يريدوا الخروج من الامر (كحالات الثار والميراث والملكيات والشركات وغيرها فالامثلة مفتوحة).

هل لديك قصة او تجربة مع مدينة الضياع وبواباتها الثلاثة ؟ احك لنا عنها .