ملخص المقال لمن يتعب من القراءة الطويلة:

"لا يمكن حل المشاكل الهُلامية العامة. يجب تفكيكها لحلها". لو قلت ما معنى هلامية وكيف تفكك المشاكل الكبيرة وتتخلص من التشوش والارتباك والاحباط. استعن بالله وواصل القراءة!.

معظم مشاعر الكآبة والاحباط ناجمة عن (خيبة أمل في تحقق توقع ما). لهذا العدميون ينصحون بعدم الرغبة بشيء.ويقول الشخص الذي يشعر بهذه المشاعر عادة أن (الكون) أو (القدر) متكاتف لعكس مراداته كلها وايقاع (بشكل يغيظه) ما لا يريده. لذلك يحبط ويتوقف عن التوقع لكنه لا يتوقف عن الامل يقول العدميون ان الامل نوع من امراض المشاعر البشرية يجب ان يتخلص منه كي ننتهي من موضوع قلق الوجود الانساني.

هذا بالطبع خطأ وسناتي لتفصيل هذا فلو قلنا مثلا ان ما يحبطك هو (عدم نجاح) او (عدم حصول على وظيفة ما) أو (فشلك في تحدي او مسابقة) ستأتي مشاعر الاحباط وهذه مشاعر احباط عادية وقد لا تستمر غالبا لانها خيبة امل توقع واحد. لكن هناك مشاعر كآبة واحباط وتشوش يقول لك القائل فيها انه لا يعرف السبب منها لكن السبب هو (تكرر خيبات الامل لدرجة لا تعرف من اين تبدأ بسردها او انك تعبت من حملها فنسيتها وبقي الاحباط فقط ما تتذكره).

وحل هذه المشكلة يكمن في التالي: (اولا) قلنا ان الاحباط والكابة سببها خيبة امل بتوقع ما. ابحث ماذا كنت تتوقع فقط اعرفه ولا تشعر باتجاهه بشيء. مثلا لقد دعوت وصليت وقمت الليل لاحصل على الشهادة الفلانية ولم يحصل ذلك . لنكن واقعيين بعض الناس بل الكثيرون منهم يكرهون القدر لما لا يتحقق توقعهم بعد جهد جهيد وهذا يضاف الى كم الاحباط + كره أنفسهم والشعور بالذنب لانهم كرهوا القدر او الدهر ما يسبب اجمالا خيبة املهم في التوقع. لذلك اعرف فقط ما الذي خيب املك كشيء او قضية او شخص ثم لا تشعر باتجاهه بشيء.

ثانيا انس الموضوع مبدئيا وضع اهم مشاكلك القريبة منك في حياتك وقسمها. مشكلة من يشعر بالارتباك والتشوش هو انه يحب ان يفرقع بيديه فتحل كل المشاكل. اذكرك عزيزي ان الرب خلق الكون في ستة ايام لحكمة جليلة منها اولا انه سيخلق الايام اولا. ثم لانه لا داعي للاستعجال ابدا. ثالثا هناك دائما لذة 'التأخير" التي تاتي بالاتزان وما يسمى بالنضج.

لو تشابكت خيوط سماعتك هل يمكن حلها في ثلاثة ثواني؟

لو تزوجت الان اصلا؟ هل يمكن ان ترى ابنك في الشهر الاول؟ الافضل اصلا الا تفعل ذلك لانه سيؤذي قلبك.

من خلال صحبتي لبعض المهتمين بالرياضيات وجدت انهم عندما تعطيهم مسألة لا يحلوها قط دفعة واحدة لنقل مثلا ان لديه تكاملا سيقسمه ويفصله لديه معادلة ما سيفككها انهم بارعون في ذلك جدا.. لو قلت لك هاك فخذ عجل حنيذ هل يمكنك ان تاكله في لقمة واحدة؟ مستحيل لذا لا تشوش نفسك فكر بجدية لديك مشاكل نعم من لا يملكها احمل مفك البراغي وفككها.

الاسهل والابسط اولا. باحسن الطرق.

من عادتي اني لا اوجه اي احد. رغم اني لما طالعت اغاثا كريستي في مجموعة قصصها تحريات مستر باين قلت في نفسي ان افضل وظيفة في العالم هي وظيفة مستر باين. والعزيز باين يقول:

وادعوك الى مطالعتها لانه يعلمك المنطق الذكي.

لكن لو كنت المستر باين لقلت لك . لا تحل ابدا المشاكل المعنوية والخيالية مثلا "ساقضي على التسويف" او "ساقضي على الخمول" "ساتعلم لغةً" "ساصبح رائد فضاء."

اترك هذ الافكار المثالية وحل مشاكل واقعية كن برغماتيا محضا في هذا الموضوع بالذات وستاتي الامور الاخرى في وقتها.

لكن احزر ماذا ؟ لا تتوقعها لاننا قلنا ان الالم ياتي من التوقع فلدينا الان مشاكل عملية برغماتية لحلها ولا وقت لدينا للتوقعات!

مثلا ركز على اجزاء بسيطة جدا من المشكلة تكون كالتالي: "اود ان اكتفي ماليا بذاتي دون مساعدة مالية من احد" حتى من ابوك ستقول صارخا (وانت لا تطيق محادثة احد لانك في حالة كآبة مجيدة: بالذات ابويا!!) اوكي حسنا يا صغيري الظاهر انك كبرت أبشرك يا غالي هذه ليست مشكلة غالبا اين المشكلة؟ انا لا اراها كما تقول دورا حسنا المشكلة قد تكون " لكنني اكره كل الوظائف التي يها تعامل مع البشر" ها هو الان يتضح الامر "ايجاد عمل " كلمة عامة ومشكلة هلامية ولا حل لها غالبا الا ان تحددت في اطار لو لم تضع لها بروازا وخيطا لن تتمكن من تعليقها على حائط (عقلك ) ومشاهدتها لتحلها فيما بعد، الان مرحى وجدنا مشكلة جميلة!!. حلها يكون في البحث عن "وظائف لا يوجد فيها تعامل مع البشر" قد تقول مستحيل لكنها موجودة فعلا في فترة من حياتي عملت في مصنع مغلق لتعبئة العطور انا وزميلي المقرب فقط في الليل دون ان اضظر لمعاملة اي احد مع الة لغلق الزجاجات لا تضطر لمحادثة مخلوق يمكنك سماع الاذاعة او الدروس او اي شيء ولن يزعجك احد والاعمال مثلها كثيرة [الممجد hade.alahmad1 وضع موضوعا رائعا هنا مفيدا هنا

] كما أنني أعرف من لا يطيق صحيا حرارة الشمس ووجد اعمالا ليلية اقصد ان هذه مشكلة بالنسبة لك لا تهتم للناس وتحل مشاكلهم هم المعنوية ك"ايجاد عمل" لان في نظري ايجاد عمل دون ان تعطيني اي محدد اخر مفصل يشبه تماما قولك التالي "اريد ان اصطاد العنقاء" ولا املك الا ان اقول لك بالتوفيق عزيزي حظا موفقا. لان كلمة ايجاد عمل لدي هلامية ايضا لا تعني شيئا المشكلة الحقيقية بالتحديد لدي هي "ايجاد اكتفاء ذاتي مالي حتى لو كان حد ادنى بعمل لا يتطلب ان تتعامل فيه مع الناس " هنا عندما تتضح "تفاصيل" المشكلة حلها يسهل جدا.

وهذه المشكلة كمثال فقط والا فيمكنك وضع مكانها ما تريد مع ماذا قلنا؟ مع التفصيل لا التعميم والان لنلخص الخطوات كالتالي:

1- لا تركز على مشاكل معنوية هلامية عامة. لانك ببساطة لن تحلها مطلقا .

2- لا تركز على مشاكل عامة مثلا "ايجاد وظيفة" بل ركز على مشكلتك الخاصة مثلا ايجاد وظيفة قرب منزلي. ايجاد وظيفة بعيدا عن منزلي ايجاد وظيفة خارج دولتي اصلا أو ايجاد وظيفة في هوايتي وليس شهادتي وهكذا

3- وصف المشكلة في البند 2 غير كاف لحلها يجب اضافة تفاصيل اخرى قدر الامكان مثلا "ايجاد وظيفة في هوايتي وليس شهادتي وتاسيس عمل مستقل بعدها لوحدي" حل مثل هذه المشكلة المحددة يكون كخطوة اولى هو تحقيق الحد الادنى مستلزمات الحياة +الايواء والطعام+ادخار جزء من المال ولو بسيط لاطلاق عمل مستقل لاحقا.

لما تتحدد المشكلة بتفصيل (بتفصيل! بتفصيل! ) ستجد حلا لا محالة ان كنت تمتلك الحد الادنى من الذكاء. لذلك ابتعد عن التعميم والامور الهلامية كما اسميها.

ما الذي يمنع من تحقيق هذه الامور؟.

عدة اشياء عادة.

  • انعدام الوضوح الداخلي. نتيجة عدم وجود منصة راسخة في الذات للافكار الجيدة.

  • تطبيقات الطرف الثالث العقلية: بمصطلح تقني: ما يسبب لبرامج عقلك المشاكل والثغرات هو تطبيقات الطرف الثالث"الملعونة" أي افكار الاخرين عادة والتي تثبتها عادة دون "التحقق من المصادر" ولا مراقبتها.

لو تيسر الوقت ساتكلم لاحقا إن شاء الله بتفصيل اكثر عن كيفية تاسيس منصة فكرية راسخة في الذات للافكار الجيدة التي تؤسس لتطبيق "تفكيك المشاكل ثم حلها" في ذهنك تستطيع تشغيله 'ذاتيا ' أي حل المشاكل دون الاصابة بالكآبة والاحباط. وتذكر دائم ان السلامة والسلام هي الاصل وان نقائضها هي امور طارئة وغير طبيعية وليست اصلاً في شيء فضلا عن عقلك او ذهنك.