( إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران .
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) ) إبراهيم .
قال تعالى ( فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) ) الفرقان ، وهي سورة مكية نزلت قبل فرض القتال في المدينة المنورة، أي يا محمد لا تطع الكافرين - الذين يكفرون أي يغطون ويسترون ما لو تم كفره وتغطيته وستره تحدث الظلمة، ( وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ) به أي بنور القرآن وببصائر الوحي التي تزيل الظلمة التي يصنعها الكفار ليدرك وليبصر الناس الحقيقة، أو حقائق الأشياء .
مشروع التبيين أهدف من ورائه تبيين ما هو بالخفاء عن مدارك معظم الناس وبصائرهم .
( سورة الكهف وفقه الواقع )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - .
" وقد أوعبتُ في كل فن من فنون العلم إيعاباً، من نَّور الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك، ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرة وخبالاً " ( " مجموعة الرسائل الكبرى " (1/239).
وما أكثر المحتارين وما أكثر المصابين بالخبال وسوء الحال
إن سورة الكهف من أكثر السور التي تدبرتها وتفكرت بها، لأنها لها علاقة بفتنة إبليس - الأعور الدجال - وذريته، وبالفتن بشكل عام، كما لها علاقة بما طرأ على الأمة من تغيير طال ( مطافها السياسي وسنة الشورى ) منذ بداية الملك العاض، وهو التغيير الذي جلب لها المرض الذي أدى بها لحالة الوفاة بعد انتهاء الحكم العثماني أو فترة الملك العاض وبداية فترة الملك الجبري، فتقطيع الأمة إلى دول لا يجمعها نظام سياسي واحد يعبر عن حالة الوفاة للأمة التي ستليها بإذن العلي القدير حالة بعث الروح والحياة من جديد وكما تنبأ رسول الله ﷺ ( ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ) .
وسورة الكهف هي السورة التي أوصانا رسول الله ﷺ بقراءتها قراءة تدبر في كل جمعة لنستمد منها نورا ينير بصيرتنا ودربنا ورحلتنا عبر الزمن، وفي الحقيقة أنها سورة بها إشارات وومضات فكرية ورسائل توضيحية مبطنة تجيب على التساؤلات التي تدور في الذهن حول الواقع الذي يصعب تفسيره إذا أعتم القلب وطمست البصيرة، فهي ( مفتاح ) فهمنا وفقهنا للواقع الذي وضع وسط القرآن الكريم، والواقع له بعدان، بعد مادي يدرك بالحواس، وبعد روحي يدرك بنور البصيرة، وإدراك ومعرفة ما يدور في الباطن يفسر لك ما يدور حولك وما يجري أمامك في الظاهر .
فمشروع التبيين أبين فيه ما هو بالخفاء عن القلوب الغافلة التي تشربت الفتن، وأظهر فيه ما تم إخفاؤه وتغييبه عن المكتبة الإسلامية، فهناك ثلاث مسائل سنتناولها في مشروع التبيين من خلال نشر عدة مقالات، و المسائل هي ( الكهف وإنسان الكهف ) و ( حقيقة الأعور الدجال ) و ( السفينة ) .
( أهل الحقيقة ) - الكويت - وطن النهار