إن كثيرا مما نسمعه اليوم من أدعية ليستحي الرشيد منا أن يؤمن عليها لم فيها من قلة وسوء أدب مع الله

لانه من أطاع الله في قوانينه فمن عدل الله أن يحقق له النتائج

من منا لم يدع أو يسمع هذه الأدعية أو مثلها ؟

اللهم انصرنا على أعدائنا

اللهم حرر المسجد الأقصى

اللهم ارزقنا صلاة في المسجد الأقصى

هذه الأدعية وغيرها مما اشتهر على ألسنة  الناس وألسنة الدعاء والخطباء في المساجد هي موضوع هذا المقال

هل يجوز دعاؤها ؟ ولماذا لا يستجاب لنا ؟ وما هي شروط الإجابة ؟

دعونا نعود معكم قليلا إلى أيام البعثة فقد ورد عن خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، قَالَ:  شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا ؟ قال ( كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه . ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون ) (صحيح بخاري)

هنا استحضرني السؤال التالي لماذا لم يدع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة وكان حال المسلمين آنذاك في حالة  من ضعف يستوجب الدعاء لهم ؟ و النبي صلى الله عليه وسلم  مجاب الدعاء فلو دعا لتحقق لهم ما كان وانتصر على قريش وانتصر الإسلام وظهرت الدولة آنذاك بوقت أبكر

لكن حاشا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وهو المعلم الأسوة أن يسيء الأدب مع الله عز وجل

فكما، لكل نتيجة أسباب* فالنصر له أسبابه وقوانينه فالأمر ليس مجرد دعوة

ولنفترض جدلا أنه دعا لهم فماذا عمن سيكونوا بعده من أين لهم بنبي مجاب الدعاء ؟

إذاً الأمر أمر قوانين يجب التعاطي معها بشكل سوي

لاحظنا في القصة السابقة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع ربه إلا حين بذل كافة الوسع وكل الأسباب المتاحة له ثم كان الدعاء ختاما ليكمل هذه المنظومة من الأسباب ، وقياسا على النصر فكذا الحال في  سائر أمور حياتنا  الأخذب بالأسباب والالتزام بالقوانين والمعطيات التي تجلب النتيجة أولا ثم يكون الدعاء

فنجاحك بالدراسة أو هدايتك للطاعة أو نصرك على عدوك يحتاج لبذل الجهد والوسع الذي أعطاك الله إياه.

إن مهمتك كانسان خليفة لله في الأرض خلقك ليبتليك وابتلاؤك هذا هو امتحان لك وحتى تنجح في هذا الامتحان أعطاك الكتاب الذي ستدرس عليه وهو الوحي من قرآن وسنة

فماذا فعلت أنت ؟ هل ينفع أن لا تدرس كتابك وثم تذهب للامتحان ترجو المعلم أن يضع لك العلامة التي تريد  وبل يعطيك الأجوبة مع العلامة التي تريد ؟؟؟

فمتى ما قمنا بنصر الله بإتباع قوانينه وسننه نصرنا الله

وتذكر أن الدعاء حاله حال أي عبادة بحاجة إلى الإخلاص فلا ينفع أبدا أن تدع الله ثم تشركه معه شيء من عمل آخر  أو إشراك واسطة تحقق لك ما تريد .. فالدعاء عبادة ، والإخلاص شرط لقبوله

وإن جادل البعض بان القرآن الكريم يعد الداعي بالاستجابة في قوله تعالى

( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) ( البقرة - 186)

سنقول له  أكمل الآية (فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) ( البقرة - 186) فهل نحن حقا استجبنا لم طلبه الله منا ؟ 

وإن كان الشخص كافرا فقوانين الله الكونية تمشي على الجميع

فقانون الجاذبية لا يحمي مسلما من السقوط لأنه مسلم

وكذلك قوانين النصر والتقدم لن تتعطل مع الكافر لأنه فقط كافر

وإلا فأين عدل الله من هذا

فأيها الشباب إن أردنا الركون فقط إلى الدعاء فماذا تركنا للعجائز ؟

لا أقول إلا أنه ربما لو صح منا الدعاء لما صح لنا إلا دعائين

اللهم اهدنا اللهم اعنا

المقال في الاعلى كتبه صديقي يونس احمد.. وقد تم نشره في جريدة صحافة اليرموك (صحيفة اسبوعية محلية) - (منقول بتصرف)