س: انتم المسلمون الآن اصبحتم مجموعات كثيرة والكل ينادي انه على الحق ، فكيف تريدون من شخص غير مسلم أن يسلم ويتبعكم وانتم على خلاف فيما بينكم ومن سيتبع ؟!
الجـواب :
- إﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺍﻩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻵﻥ ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻴﺎﺭﻯ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ، ﺑﻞ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﺤﻖ ﺃﻣﺎﺭﺍﺕ ، ﻭﻭﺿﻊ ﻟﻠﺼﺎﺩﻗﻴﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ، ﻭﻧﺼﺐ ﻟﻠﻤﻨﺎﻫﺞ ﺃﺩﻟﺔ ﻭﺑﻴِّﻨﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺎﺕ ﻻ ﻳﺰﻳﻎ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻫﺎﻟﻚ .
-ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻓﺘﺮﺍﻕ ﺍﻷﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺙ ﻭﺳﺒﻌﻴﻦ ﻓﺮﻗﺔ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻭﻫﻲ " ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ " ،
ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ، ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻓﻼ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺻﺤﻴﺢ ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﺃﻭ ﺭﺃﻳﻪ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻫﻞ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺃﻡ ﻻ ؟
ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﻕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺧﻴﺮﻫﺎ ﻭﺃﻋﻠﻤﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺎﺩﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﺂﻳﺔ ﺃﻭ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻫﻤﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺘﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ .
التعليقات