كما نرى في العديد من بقاعنا الإسلامية ، أضحت عبادة الأضرحة والقبور ظاهرة منتشرة وذائعة الصيت في معظمها ، فمثلا نجد شخصاً توفي قبل وقت ليس بقريب ونجد له من يقوم بزيارته والتبرك به ومناشدته لكي يرزقهم ، أو ليكون وسيطا لهم عند الله لكي يأتيهم الرزق أو لكي تتحق لهم أمنية ما ( مال أو جاه أو بنين أو زواج إلخ ... ) . وهذا كما نعلم لمن أخطر أنواع الجهل وأكثرها انتشاراً كما سلف وذكرت ، و أنا أظن أن السبب الرئيسي لإنتشار هذه الظاهرة يتمثل في الأمية و الجهل ، لأنه حينما نحاول أن نكتشف الفئة التي تقوم بهذا الفعل نجد أن الأغلبية الساحقة منهم ( إن لم نقل كلهم ) أميون وجاهلون، ولا يعرفون حتى دينهم ، لا يعرفون مامعنى الشرك بالله وأن تجعل الوساطة بينك وبينه .

إن الله تعالى يرينا في القرآن الكريم بشكل واضح جزاء الشرك به ، في سورة النساء الاية 48 حيت قال جل شأنه : "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا". ورغم أن هذه الآية واضحة المعنى ، بل والكثير ممن هم يعبدون الأضرحة يعرفونها ، إلا أنهم لا يعرفون ما تحمله من وعيد لكل مشرك ، باعتبار الشرك ظلم عظيم . فأنت يامن تلجأ إلى شخص ميت لا يغني عنك من الله شيئا.. يامن تستنجد من لا يملك لنفسه ضراّ ولا نفعاً ومصيره أيضا بيد الله تعالى، أفق!!! أفق قبل فوات الأوان ، استيقظ من غيبوبتك ومن جهلك وتب للبارئ تعالى قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم ، لأن ماتقترفه لذنب عظيم يحتاج إلى الإنابة والتوبة في أسرع وقت ممكن . عندما تريد شيئاً من الله تعالى فقط أطلبه منه ولن يخزيك ، كيف سيردك وهو بنفسه يقول في كتابه العزيز : "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ" . إنه تعالى لسميع الدعاء وقريب ممن دعاه ولا يحتاج لوسيط .

أتمنى أن تكون الفكرة قد اتضحت .

«فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين»

قراءة ممتعة .