إدمان المرئيات الإباحية والجنسية يكادُ يكون أكبر مُشكلة يواجهها الرجل في العصر الحديث، بل لم يواجهها مثلها رجل قط على مرّ التاريخ، وهي مشكلة مسكوت عنها.

المُراهق في جميع أنحاء العالم، يكتشف سنين مراهقته مع محتوى هائل متوفِّر من المواد الإباحية التي يمكن الوصول لها بسهولة. هذا المُراهق يبقى وحيدًا مع كلّ هذه المغريات، ثمَّ نلومه على الإدمان!

إدمان المرئيات الجنسية هو من الأمور المبتذلة، التي تودي بكرامة المرء، نعم هذا صحيح. لكن من الظلم أن نُلقي اللوم على المراهقين، من دون فهم كيف يعمل هذا الإدمان، ومن الظلم أيضًا أن نبقى صامتين، نخشى على "البرستيج" فلا نضع وجوهنا على هذه المواضيع بالدراسة والتثقيف!

هناك الكثير من النصائح في المحتوى العربي للتعافي من الإدمان، لكنّك لو أطلعتَ عليها، لوجدتها تُركّز على الجوانب الدينية فقط، أو تنسخ التجارب الأجنبية المادّية، والناحية الدينية مهمّة، لكنّها بمفردها وبدون عون من الشخص نفسه، لا تمنعك من أن تنظر للحرام، تستطيع أن تبكي بحرارة في خطبة للجمعة، ثم تتفحّص أجزاء أوّل فتاة تراها في الشارع، وليس ذا تقصيرًا من الموعظة، بل هو تقصير الشخص، وحرب بين أجزاءه العاقلة، وأجزاءه العاطفية. هذا لحسن الحظ ما أنوي أصلاحه هنا، والذين جاهدوا فينا، لنهدينهم سبلنا كما يقول ربّك الرحيم!

أمّا التجارب الأجنبية، فهي إن قدر مترجموها على عدم ترجمتها الحرفية، مليئة بالهراء، والأمور غير العلمية، في الواقع، أغلب من يحاول ترك الإباحية عند الأجانب هي لرغبته في أن يجذب الفتيات، وإن كان هذا همّك، فأخرج يرحمك الله، ما نريده نحن من هذه السلسلة أكثر رِفعة، وإن تضمّن جذبًا حلالًا للجنس الآخر، فلا بأس، هذه هي الفطرة!

في مجتمع عفّة، سيتغيَّر الأمر، سنركّز على النصائح العملية، النصائح التي تجعل الرجال في العالم الرقمي أكثر قوَّة أمام مغريات العصر.

عندما يتخرَّج المرء من سلسلة عفَّة التي ننوي نشرها تباعًا، لن يتخرَّج مسلّحًا بالمعلومات الصحيحة حول هذا الإدمان فقط، سيكون أمام خطَّة واضحة وقابلة للتكرار، سيكون أمام خطَّة لبناء الشخصية ليس في هذا المجال فقط، بل في جميع مجالات الحياة! أنا أؤمن أنَّ من يتخلّى عن إدمان المرئيات الجنسية، سيمتلك قوَّة ذهنية تمكّنه من إتقان كل شيء!

أنت لن تكسب صلابة ذهنية في هذا الميدان فقط، بل سينعكس هذا في كل ميدان تخوض فيه معركة الإرادة، ستكون بمثابة من يتعلّم درسًا عمليًا من الحياة، يُقدَّر في فائدته بألوف الدروس النظرية المنسية.

في هذا المجتمع، مجتمع عفّة، سنثري المحتوى العربي بمنشورات تكونُ المرجع إن شاء الله للشباب العربي في المستقبل القريب، لمعالجة واحدة من أكبر الأخطار على البشرية على مرّ التاريخ.

لا أريد أن أنشر في المجتمع بوحدي، سأرقّم منشوراتي بأرقام حفاظًا على تسلسل المعلومات، فما أنوي تقديمه سيكون منهجًا شاملًا في معارك الإرادة، منهج لإشعال النور أمام الفنون السوداء! لكن أحبُّ من بقية المستخدمين أن يُشاركوا في المجتمع، بالقصص والتجارب أو النصائح، أو حتّى الخيبات، نحن هنا لأجلك!

سمِّ... واتبعني!