في تخيلك ما الذي كنت ستفعله إن كنت عبداً مملوكاً أو أحد الرقيق أو الجواري أو أمة... -أياً كان مسماك- في عصر من العصور القديمة؟
لكن قبل الرد؛ عليك بالتفكير أولاً إن كان بإستطاعتك فعل ذلك وقتها، ولماذا لم يستطع الغالبية غيرك بذلك العصر أن يفعلوا مثلك؟
تحريمه مفهوم، فتضييق المنابع وتوسيع المصب لابد وأن يؤدي لاختفاء الاسترقاق في النهاية
تاريخيا هذا لم يحصل!
اختفاء الرق في الدول الاسلامي ارتبط بتحريمه او تجريمه من قبل الدول الاستعمارية و بالاخص بريطانيا و فرنسا
ثم لاحقا تجريمه من قبل الامم المتحدة و تم اجبراء السعودية على اعتقاق كافة العبيد في بداية الستينات
قيدت ما قلته بشروط ذكرتها في التعليقات السابقة. أما عن اختفاء الرق في الدول الإسلامية فلم يكن نتيجة تحريمه أو تجريمه من الدول الأجنبية فهذه الأخيرة استعبدت سكان هذه الدول قاطبة فانتفى الفرق بين العبيد والأحرار في نظرها فالكل لها عبيد، لكنه بقي في المجتمعات بطرق أخرى كالسخرة مثلا وبأسماء مختلفة، وفي موريتانيا على سبيل المثال ما يزال عبيد بأسماء مختلفة حتى اليوم، بل وحتى من حكام دولنا من لهم عبيد بأسماء أخرى (نظرا لمنع حسوب الخوض في السياسة فلن أفصل في هذه النقطة لكن لك أن تبحث في الموضوع) فالعبودية ما تزال قائمة وإن بأسماء مختلفة. وبتغييب تحكي الشريعة الإسلامية منذ قرنين من الزمن، فقد اختلفت القوانين المنظمة لهذا الفعل أيضا. ولو أردت تفصيلا في الموضوع فلك أن تقرأ عن تاريخ العبودية واستفادة الدول الأوروبية منه، خاصة في دول إفريقية كالسنغال مثلا أو اقرأ عن جرائم "ليوبولد الثاني" ملك هولندا في الكونغو.
بريطانيا وفرنسا لم تحرماه أو تمنعاه وإنما قدمتاه بشكل "جديد" تستفيدان منه دون أن تواجها ممانعة داخلية أو خارجية، أما الأمم المتحدة فليست لها الصلاحية لتجريم فعل وإرغام الدول على الخضوع لأمرها، ولك أن تنظر لحال دول شرق أوروبا ودول آسيوية بل وحتى دول في أمريكا الجنوبية حيث توجد العبودية ولكن بأسماء مختلفة ولا تلقى اهتماما واسعا لما تعود به من نفع على ممتهنيها، فقرارات الأمم المتحدة لا تُلزم إلا الدول الضعيفة لا القوية، بل واستُخدمت الأمم المتحدة لتسهيل وخلق أسواق جديدة كما حدث بعد مجزرة سربرنيتشا وما شابهها وسهل بيع النساء في أسواق النخاسة الأوروبية.
خلاصة ما سبق:
حديثي عن تخلص الدولة الإسلامية من الاستعباد قُيِّد بشروط.
الاستعباد لم يختفي كليا في العالم، وليس فقط في دولنا وإنما غير جلدته فقط.
الدول الأجنبية لم تمنعه بشكل كلي وإنما غيرت شكله فقط.
الاستعباد في السعودية مازال موجودا بأشكال أخرى.
كل كلامك عن الاشكال الاخرى للعبودية!
الحديث يدور عن العبودية التقليدية المعروفة بالتاريخ
و بنفس المبدأ يمكن لاحدهم ان يقول ان الموظف هو عبد عند المدير!
بل سمعت بعضهن تقول الزوجة عبدة عند زوجها!
الاستعباد لم يختفي كليا في العالم، وليس فقط في دولنا وإنما غير جلدته فقط.
نعم الاستعباد موجود سواء في دولنا او بشرق اوروبا و حتى بالدول الغربية لكن باعداد بسيطة نسبيا و المهم انه مخالف للقانون.
الحديث يدور عن العبودية التقليدية المعروفة بالتاريخ
لم يحدد صاحب الموضوع ذلك وإنما فتح الباب أمام اختيار نوع من العبودية في أي عصر.
نعم الاستعباد موجود سواء في دولنا او بشرق اوروبا و حتى بالدول الغربية لكن باعداد بسيطة نسبيا
هاا، الآن أصبح الأمر مرتبطا بالعدد والنسبة؟
و المهم انه مخالف للقانون.
ليس دائما مخالفا للقانون، ففي الصين مثلا يُستعبد الأطفال والكبار بشكل قانوني، وهو ما تستفيد منه الشركات الكبرى سواء كانت في أمريكا أو أوروبا. أي أن دولا تمنع الاستعباد تتساهل مع شركاتها التي تستفيد منه في دول أخرى خوفا على اقتصادها.
وهنا يتضح الفرق: الشريعة حسنت وضع "العبيد" وسمحت لهم ببلوغ مناصب مهمة أو حتى مراكمة الثروات، وسهلت من تحريرهم وإدماجهم في المجتمع، أما غيرها فقد اكتفى بتغيير الأسماء والأشكال واستمر في الاستفادة منه بطريقة أو أخرى.
التعليقات