خرجت مع بعض الأقارب والأصدقاء في رحلة لإحدى القرى في يوم صادف عيد الحب.. كان يومًا لطيفًا، وزاد سعادتي فيه لقائي بصديقة قديمة وابنتها مصادفة هناك.. انتهى اليوم ..وحين عدت لبيتي أرسلت رسالة لصديقة مشتركة بيننا أخبرها بأمر الرحلة و بصديقتنا التي التقيتها مع ابنتها هناك. .. بعد ساعات وجدت رسالة منها مرفقا بها صورة لابنة صديقتنا هذه وخطيبها في الرحلة أخذتها صديقتي من صفحة الفتاة على موقع انستجرام، أرسلتها لي مصحوبة بتعليق ساخر "ما هو شعورك وأنت عزباء تتنزهين وحدك هناك يوم عيد الحب؟".. رددت عليها بتعليق ساخر أيضا.. إلى هنا انتهى الموقف.. ولكنني فكرت فيه، وشعرت بالاستياء على نحو ما... لماذا دخلت صديقتي على صفحة الفتاة واحتفظت بصورتها مع خطيبها حتى ترسلها لي؟.. لم هذا الفضول والتدخل في شئون الآخرين، بل وإطلاع الغير عليها أيضا؟.. مهلا!.. خاطبت نفسي.. أنت أيضا تفعلين أمورا مشابهة أحيانا.. نعم لا أحتفظ بصور الآخرين وأرسلها لغيرهم، ولكنني أحيانا أقلب في صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي وأقرأ تعليقات كتبت لهم من أناس لا أعرفهم، ويصيبني الفضول لمعرفة المزيد عن حياتهم وأصدقائهم... الفضول الزائد هذا أيضا سخافة.. أحيانا لا نشعر بمدى سخافة أمر ما إلا حينما يصدر من الآخرين... ولكن قد يكون الآخرون هم السبب في ذلك أيضا.. ألا يكون نشرهم لصورهم العائلية وأخبار حياتهم وتركها متاحة هكذا لكل عابر تصريحا ضمنيا للغير بأن يفعلوا ما يحلو لهم بهذه الأخبار والصور؟
السخافة حين تصدر من الآخرين
لا يمكن ان اتفهم تصرفها اطلاقا، لا أرى أي خطأ بما فعلته (التجول هناك رغم كونك "عزباء")، انه شأن خاص بك بعد كل شيء، أقصد لما هذا التدخل بشكل مرضي، وهل تكبدت عناء حفظ صورة اشخاص اخرين رغم كون هذا غير مقبول وفقط لقول تعليقها الساخر؟ ما الهدف المرجو من مثل هذه التصرفات، وثانيا، ما تقومين به ليس سخيفا ما دمت لم تبحثي فعلا بشأن حياتهم، أقصد نشعر أحيانا بذلك الفضول ولكن يصبح الموصوع سخيفا ان بدأت بالتطفل على حياتهم، ونشر الاشخاص لصورهم العائلية ليس بالضرورة تصريح للمتابعين بأن يفعلوا ما يريدون، وانما المتابع نفسه يعتقد ذلك، واجد هذا الامر مزعجا، اقصد انه حسابه الخاص ويشارك اموره الحياتية ولكن المتطفل ما يزال متطفل ويعتقد انه يحق له ان يفعل ما يحلو له ما دام الامر متاح له.
التعليقات