أحد أهم الأسباب التي تجعل الكثير من الناس يؤجلون الشروع في أمور يودون البدأ فيها هو ربط تلك البداية بانتهاء حدث معين وبداية آخر ، كنهاية السنة الحالية 2017 و بداية آخرى ، نهاية السنة الدراسية وبداية العطلة الصيفية ، نهاية الأسبوع وبداية الويكاند ،نهاية الثانوية وبدأ الجامعة ،نهاية الدراسة الجامعية وبدأ العمل نهاية حياتي في هذا البلد والانتقال لآخر أفضل، نهاية العمل كموظف والبدأ كمدير لشركة ،نهاية الحياة كعازب والبدأ في حياة أسرية نهاية المعضلة التي أنا فيها الآن و كل هذا طمعا في مزيد من التفرغ للمهارة أو الهدف المراد تحقيقه.

الحقيقية أن التحديات التي تواجهك الآن والتي تعيقك عن الشروع في بدأ برنامجك ربما ستنتهي حقا كما تتوقع لكن بمجرد انتهائها سيحل مايشغل مكانها من تحديات أخرى أكثر تعقيدا ويتطلب بدورها الانتظار مدة من الزمن حتى تنتهي ليبدأ غيرها وهكذا دواليك حتى يفيق الإنسان وهو ابن خمسين والمسؤوليات مكدسة فوق رأسه وهو بالكاد استطاع تحقيق عشر ماكان ينوي فعله .

إذا كنت تطمع أنه في يوم ما ستأتي تلك اللحظة التي يتوقف فيها العالم بأسره ليتيح لك فرصة مثالية بعيدا عن كل المشاغل والعقبات والمشتتات بحيث تشرع في ماتود القيام به بكل حرية وأرياحية ، فاعليك أن تفيق الآن لأنك واهم ، ذلك اليوم لن يأتي أبدا والحياة على عكس ما قد تعتقد أنها تسير نحو الانفتاح والانجلاء أو على الأقل في مرحلة قادمة تمكنك فيها من السيطرة الكاملة على كل مايحيط بك هي تزداد تعقيدا أكثر فأكثر كل مامر عليك الزمن وانتهت فترة معينة.

امنح لنفسك الآن فرصة لن تندم على ضياعها حين تتعقد عليك الحياة أكثر مما هي عليه الآن

النهاية.