بإسم الله أبدأ .
لم أعد أكترث لما يسمى بالتلفاز المليئ بالهرطقات والخزعبلات سواء المحلية أو الأجنبية ولا أحبذ فكرة عرض القنوات لبرامج معينة في أوقات محددة فقط وتسييرها حسب رغبتها بل أريد أن أكون حراً في إختيار البرنامج الذي أريد وقتما أريد وبهذا تركت التلفاز بالمرة بغض النظر عن التفاهة التي تملؤها .
إبتعدت عن السياسة تماماً وإهتممت بالقضايا الخاصة بي. فماذا سيغر رأيي في فلان أو علان من الحال المزرية للبلاد -أعلم أن في الإتحاد قوة- ، آرائنا قادرة على تغيير الكثير لكن في ذلك مخاطر كثيرة ، إعتبرني خائفاَ من الآلات القمعية إن شئت لكنني حاليا أؤمن بأن من السياسة الإبتعاد عن السياسة .. هذا أفضل لي .
عالم الأفلام بحر عميق لا قعر له . وسيف ذو حدين ، فإذا لم تنتبه لما أنت تشاهده فأنت في مأزق حقيقي .. فعلى سبيل المثال كنت أشاهد أفلام الأكشن أو الفانتازيا مدة كبيرة جداً إلى أن أدركت أن لا فائدة مرجوة منها سوى المتعة و الترفيه .. فغيرت قليلاً من حالي وشاهدت سيراً ذاتية وأفلام الأنيميشن المليئة بالكنوز (بعضها فقط) وأفلام الخيال العلمي وكذا التاريخية . بعدها رفعت السقف لما هو أعلى قليلا فبدأت بمشاهدة سلاسل وثائقية لا تقل عن 3 في الأسبوع.
الكتب .. يا إلهي أين كنت طيلة هذه المدة وأنا في غفلة من أمري عن هذا العالم المسلي .. أتريد أن تجول العالم وأنت على شرفة منزلك فقط .. فزيائياَ هذا محض هراء ولكن لحظة يا صديقي فهذا ممكن مع كتاب في يديك ربما يحكي عن القرن السابع عشر يمكنك من تجوال القارات و التحاور مع شخصيات تاريخية فقط أطلق العنان لمخيلتك وأرخي عضلاتك وأبحر إلى ما لا نهاية فمع كل صفحة تديرها ستدرك كم كنت غبياً حقاَ .
قد يستغرب البعض إذا قلت لكم أن ليس لدي أصدقاء حالياَ .. أنا كائن إجتماعي ولدي مهارات في التواصل تمكنني من تكوين أصدقاء بسرعة خاطفة إلا أنني إمتنعت عن ذلك حاليا .. أنا لا أدعوك لكي تفعل مثلي فكل ما في الأمر أنني لم أجد الرفيق الأمثل لي . أستأنس بالكتب والأفلام والنقاش مع أناس لم أراهم قط . أتمنى أن أجد صديقا يشاركني أحلامي وأفكاري وكل ما يدور في خلدي .. أتدري ذاك الصديق الذي تنظر إليه ويفهمك دون النطق ببنت شفة ؟ عن ذاك الصديق أبحث :) .
بدأت في التأمل ولا أقصد هنا أن تصبح مثل المتصوفين أو أولائك الذين يقضون ساعات طوال في وضعيات محددة من شأنها تنوير عقولهم على حد تعبيرهم .. لا ، فأنا أقصد أن تتأمل من حولك كل شيئ وقع عليه ناظرك . حجراً كان أو شجرة لا يهم ذلك فقط تأمل ذلك الشيئ . في بعض الأحيان ستطرح أسئلة غبية مثيرة للضحك وأحياناَ كثيرة ستطرح أسئلة جدية تفضيك للبحث ساعات طوال وربما أياماَ وأكثر .. فقط تأمل ولا تنسى السؤال .
كانت هذه بعض القرارات والأمور التي إعتدت عليها الآن وحسنت الكثير من الجوانب في حياتي . وحتى لا أطيل عليكم سأكتفي بهذا القدر إلى مرة مقبلة بحول الله مع جزء ثانٍ ربما .
تحية طيبة .
التعليقات