- "سأخبرك بشيء عن هذه العاطفة التي يدعي جيلكم، إنها لا تملأ بطنا جائعا ولا تحفظ عرضا تهتكه الحاجة والمذلة، ولا ترد ضيم الزمان على إنسان حقير يدوسه الأقوياء ويستبيحون حبه كحذاء واسع، وهي عاطفة مزورة، شائعة ومستباحة.
أنتم تنظرون إلى العالم من زاوية مريحة، جيل من الشواذ والراقصات، تربيتم في المواقع والكتب والظلال الوارفة للبيوت والمدارس في كنف الدولة، حتى صار الحديث عندكم عن العاطفة شيئا مسليا مثل شرب القهوة، ثم إشباع خيالكم بسيناريوهات رخيصة عن الأنوثة والرجولة، تتلخص كلها في المظاهر وسهولة الوصول ودراما اصطناعية تخفي خلفها مشاعية رخيصة، في وقتنا كانت رؤية عين المرأة تحت اللحاف كافية للاستمناء شهرا كاملا، كان جدك يقضي ليلتين في المزار دون نوم منتظرا جدتك كي تأتي بالطعام لقطط مقام سيدي علال بن حليمة، دون أن يلمح وجهها كان يشتم رائحة المسك عن بعد كيلومتر، مقرنصا فوق فرع كرمة قديمة و"السبسي" في يديه يصب فيه جام غضبه، والحاج أحمد ابن الصغير يقال أنه قطع أصبعه بالمنجل، كان يحصد وجاءته زوجته الحالية بشربة ماء، ملثمة تماما، وفي حر الصيف والحب لم يميز بين أصبعه وقبضة الشعير فجزهما معا دون أن يشعر بشيء، كان ألذ ماء شربه في حياته مخلوطا بدماء ساخنة تفور، كل ذلك دون أن يرى من الساقية إلا عيونها الضاحكة الصغيرة، لقد استرخصتم أنفسكم كثيرا، لذلك فقد كل ما بين الجنسين معناه".
التعليقات