منذ أن وعيت و أنا أسمع ب "الشغف"، ذاك الإلهام السحري الذي يجعلك تعمل لساعات دون أن تحس بالوقت ويجعلك تواصل ما تفعله باستمتاع دون أن تأبه بالتعب الذي أصابك. كل هذا جميل، هناك مشكلة بسيطة فقط وهي أن علاقتي به لا تتعدى السماع، فلم يسبق لي أن أحببت شيئا أو حتى أحدا حد الهيام. قد أعجب بعمل ما مثلا ويبدوا لي براقا وقد أتحمس له أيضا لكن ما إن أبدأ به حتى يصيبني الملل وأحس بعدم جدواه رغم أنني ما أزال أراه براقا.
لم يسبق لي أن استطعت أن أتجاوز التعب أو النعاس في سبيل شيء ما مهما كان، ودوما ما كنت أقوم بالاشياء فقط لأنني "يجب" علي أن أقوم بها. ومنذ بدأت ذاكرتي بالعمل وأنا أعيش فقط لأنني لم أمت بعد، ولم أستشعر يوما لذة فوقفسيولوجية (روحانية) تحت أي ظرف كان.
وعندما أرى الناس يعملون بحماس ويضحون براحتهم لعمل أشياء ليسوا ملزمون بها لا يسعني إلا أن أتساءل: هل بي خطب ما؟
وأنتم يا رفاق هل لديكم شغف تجاه شيء ما؟ وهل يمكنكم أن تصفوه لي إن وجد؟ وهل تضنون أنني أستطيع أن أخلقه في حياتي ليساعدني على المضي قدما أم أنني أقطع منه أملي وأستمر في حياتي الباهتة؟
التعليقات