كنت أستغرب حقًا عندما كانت تخبرني أمي بأن خالي يجد أحيانًا أفكارًا وحلولًا حول المشاكل المستعصية التي تواجهه في دراسته أثناء تواجده في الحمام،  أقف مشدوها تمامًا و أحيانًا أنفجر ضحكًا على هذا الأمر، فالأمر غريب حقًا وقد يبدو في الآن نفسه سخيفًا، فكيف يمكن للشخص أن يجد أفكارًا أثناء استحمامه أو لمجرد دخوله الحمام، وربما لو كنت مكاني لأنتابك شعور الدهشة والاستغراب.

لكن يبدو أنّ ما كنتُ أراه سخيفًا ولا أساس له بالواقع، أمرٌ صحيح في كثير في الأحيان، فمثلًا مؤخرا قرأت دراسة لعالم النفس الأمريكي سكوت باري كوفمان تقول  أنّ 72% من الأشخاص يحصلون على أفضل الأفكار أثناء استحمامهم. ناهيك بأنّ 14٪ يلجؤون للاستحمام لتوليد أفكارًا ابداعية.

 أتذكر هنا عالم الرياضيات ومخترع وعالم فيزياء "أرخميدس" عندما خرج من الحمام وركض في الشارع وهو عاريًا ويُردد "يوركا" "يوركا" أي وجدتها وجدتها، فالأمر كان حول فكرة قانون الطفو الذي اكتشفه في ذلك الوقت.

حاولتُ أن أبحث أيضًا عن أشخاصٌ عظماء كان الحمام بالنسبة لهم ملاذًا لإنتاج أفكارهم الابداعية، فوجدت مثلًا دالتون ترامبو الروائي الأمريكي و أفضل كاتب سيناريو ، حيث كان يكتب النصوص المسرحية وهو في البانيو.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا تلمع الأفكار الإبداعية في ذهن البعض اثناء استحمامهم أو دخولهم الحمام؟

بالتأكيد الحمام لا يحتوي على أي مشتت، فلا مؤثرات سمعية وبصرية ستؤثر علينا، فنحن لا نستخدم لا الهاتف الذكي ولا ننشغل بالآخرين وغيرهم، فلم نعد منشغلين بأشياء تعيقنا عن التفكير. ناهيك بأن كلنا يدرك أن الدماغ يفرز هرمون الدوبامين المسؤول عن السعادة والراحة وهذا بالتالي يحفزنا على انتاج افكارنا الإبداعية.

مجلة Thinking and Reasoning تخبرنا أنّ الاستحمام صباحًا يولد لدينا التفكير الإبداعي بشكل كبير.

وأنت ما رأيك؟ وهل جاء في ذهنك أفكارًا معينة أثناء الاستحمام؟