المشاعر الأنسانية لا يمكن السيطرة عليها .. و لا يحكمها المنطق .. فلا يستطيع الإنسان أن يقرر من يحب أو يكره .. فالحب و الكره لا ينبعان من العقل .. فقد تقابل شخص لأول مرة و تحبه .. و لا تعرف لماذا أحببته .. و بعض الناس يحبون الكلاب و القطط مثلاً .. و بعضهم يكرهون تلك الحيوانات .. أنا ممن يكرهون الكلاب و القطط و ليس عندي تفسير لذلك .. و رغم أني أعرف أن القطط حيوانات جميلة .. و أعترف للكلاب بوفاءهم .. فما زلت لا أحب الكلاب و القطط .

و الحكم الموضوعي علي الأشياء ليس بمقدور كل البشر .. فأغلب الناس حين يحبون لا يرون العيوب .. و حين يكرهون لا يرون الميزات .. و النساء أكثر المخلوقات تميزاً بهذا .. فالمرأة قد تقع في حب رجل سيء .. و مهما قيل لها عن سوءاته فإنها لا تراها .. و الرجل اكثر حكمة في ذلك .. لذلك لم يمنح الإسلام المرأة الحق في طلاق زوجها .. و لم يمنحها الحق في مناصب مثل القضاء أو الولايات العامة .

و مع الإعتراف بأن مشاعر الحب و الكراهية أمور لا يمكن السيطرة عليها .. و أن الإنسان خلق هكذا .. فإن ما يترتب عليها من نتائج ليست خارجة عن السيطرة أو التحكم .. فلا يمكن لأحد مثلاً أن يقتل أحد لأنه يكرهه .. و لا يحق لأحد أن يسب أحد لأنه لا يحبه .. و لذلك عندما قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم " و الله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي " فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم " لا و الذي نفسي بيده حتي أكون أحب إليك من نفسك" ففطن إليها عمر و قال " لأنت أحب إلي من نفسي يا رسول الله ” .. فهم عمر من كلام النبي أنه لا يقصد محبة القلب .. فقد فطر الله الإنسان علي ألا يحب شيء اكثر من نفسه .. و كان مراد النبي هو محبة الإتباع .. فحين يأمر الإسلام المؤمنين بأن يضحوا بأنفسهم دفاعاً عن النبي .. فهو يعترف للإنسان بعدم سيطرته علي مشاعره في حبه لذاته .. و في نفس الوقت لا يرتب النتائج علي ذلك الحب.

و قد قال الله عز وجل " و عسي أن تكرهوا شيئاً و هو خير لكم و عسي أن تحبوا شيئاً و هو شر لكم " .. تنبيها للناس و تذكيراً لهم بأن ترتيب النتائج علي المشاعر ليس من الحكمة.

يقول بعض العلماء أن مشاعر الحب ناتجة عن تفاعلات كيميائية في العقل .. و أن نواتج تلك التفاعلات تتلاشي من العقل في خلال عامين .. لذلك فإنه بعد مرور فترة من الزواج يبدأ الزوجين في الشكوي .. و لو صحت هذه النظرية .. يكون الإنسان أمام خيارين .. إما الا يتزوج أبداً بسبب المصير المحتوم الذي ينتظر مشاعره.. و إما أن يغير زوجته كل عامين بعد انتهاء صلاحية تلك المشاعر .. و نظراً لمعرفة الله بالإنسان أكثر من معرفة الإنسان بنفسه قال عز وجل " فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئاً و يجعل الله فيه خيراً كثيراً" .