مدقق إملائي اون لاين
تصور قصة "البدين والنحيف" للكاتب "أنطوان تشيخوف" حال المجتمع الروسي وانتشار الفوارق فيه بين مختلف الطبقات بصورة فكاهية ساخرة، مما أدى لتسليط الضوء حول خفاياه والتي هي انتشار النفاق والحقد والزيف المجتمعي بين الناس .فهي فكرة اجتماعية تؤثر على العلاقات وتنزع منهم المحبة والتماسك الاجتماعي.
تدور احداث القصة بين صديقي الطفولة بعد أن التقيا منذ سنوات طويلة، وكان لقائهم بعد تلك الفترة في أحد المحطات. فقد قام الكاتب بجمع طبقتين مختلفتين من طبقات المجتمع الروسي بتجسيد كل من الطبقة الغنية بالرجل البدين والطبقة الفقيرة بالرجل النحيف. فبدأت القصة بوصف الحوار الحار الذي دار بين الصديقين. كان الصديق البدين يدعى "ميشا" والنحيف "بورفيري"، فكان كل منهما يقوم بتذكر الاحداث التي جمعتهم ما بين الفرح والمرح والمواقف المحرجة. واخذ كل منهما بمعرفة اخبار الاخر وكيف مرت تلك السنين عند انقطاع اخبارهم عن بعض.
مع تبادل الاخبار سرعان ما تغيرت ملامح الصديق النحيف بعد ما علم بان صديقه يعمل (كمستشار سري) وليس كما يعمل هو (موظف حكومي) ذو راتب منخفض ومستوى معيشي متدني وتقوم زوجته بمساعدته بالعمل كمعلمة موسيقى. فبدا على النحيف ملامح الغيرة والنفاق فوصفه الكاتب "بدا كما لو ان الشر يتلألأ من وجهه وعينيه".
لاحظ الصديق البدين "ميشا" ما كان يشعر به صديقه "بورفيري" من غل وحقد تجاهه، فتضايق من تصرفاته عندما ابتسم" بورفيري" ابتسامة زائفة و " شعر بالارتباك ولملم نفسه ورتب مظهر ملابسه " فقام بتنكر الحديث ومدح صاحبه، ولكن عبس" ميشا "عن ما راه من تصرف فقد واجهه ب "لقد كنت انت وانا كأولاد، ولا داعي لهذا الخنوع الرسمي". فشعر الصديق المتين بالاشمئزاز من خضوع صديقه ومجاملته الكاذبة، فقام بوداع صديقه والابتعاد عنه.
دعانا الكاتب الى التركيز بان اختلاف طبقات المجتمع ما بين الفقر والغنى قد تنهي العلاقات بين الناس، وإنها سبب تفكك المجتمع وانتشار الحقد والكراهية فيه. فالرسالة التي يود الكاتب ان يقدمها لنا بان لابد من الابتعاد عن ظاهرة النفاق والزيف وان نتمسك ببعضنا البعض وان نرضى بقدرنا في هذه الدنيا.
التعليقات