بالتأكيد كلنا رأينا وسمعنا ما يحدث لهواتف ايفون6 عندما تظل في الجيب لمده طويله، تنحني، نعم، وليس هذا فقط، بل ما حدث من مشاكل مع نظام التشغيل IOS 8 الجديد.
أنا هنا لست لا لأدلى بتقرير صُحفي عن هذا الأمر أو لكي أشارك في السخرية التي أثارتها العديد من المواقع، واستغلتها العديد من الشركات المنافسة لشركة أبل، بل لكي ننظر إلى الأمر بشكل عملي وعلمي أكثر. وقبل أن ابدأ فهذا المقال ليس دفاعا عن شركة أبل فأنا أحمل هاتف نوكيا 3310 فدعونا نأخذ الأمر بصورة محايدة لكلا الطرفين.
والسؤال هنا: ما هي الاختبارات التي تمت لهذا الهاتف؟
حسب موقع بي بي سي (BBC) فإن غلاف الايفون 6 مصنوع من الالمنيوم المؤكسد المعامل كي يكتسب قوة اضافية، وانه يحتوي ايضا على اجزاء مصنوعة من الفولاذ والتيتانيوم في المناطق التي تتعرض لأكثر كمية من الضغط. كما ان واحدا من الاختبارات التي اجرتها آبل قبل إطلاق ايفون 6 كان اختبار يدعي "اختبار الجلوس"، وهو اختبار يحاكي تأثير جلوس الشخص على سطح صلب والهاتف في جيب سرواله الخلفي، وقد اجرت الشركة هذا الاختبار آلاف المرات في مدى عدة سنوات.كما اجرت الشركة اختبارات التواء للتأكد من متانة منتجها. هذا ما تقوله الشركة.
هذا كله كلام صحف. ماذا حدث علي أرض الواقع؟
ما حدث أن شخصا ما اكتشف هذه المشكلة بعد وضعه للهاتف في جيبه الأمامي لعده ساعتان وبدأ بنشرها على مواقع الإعلام الاجتماعي، ومن هنا بدأت ما يسمى "بالشائعة" بين من اشتروا ومن أرادوا شراء هذا الهاتف، فالكل يريد أن يعلم هل هي حقيقة أم مجرد سوء استخدام وشائعة، ولم يلبث الأمر عدة ساعات حتى امتلأت المواقع مثل موقع اليوتيوب بالكثير من مقاطع الفيديو التي تثبت صحة الأمر وتمت ترقية الخبر من إشاعة إلى حقيقة مثبتة جماهيرياً. لكن ليس علمياً.
إذا فلنستمع لما يقوله العلم، ثم نحكم الحكم الفصل بعد ذلك.
قبل عده أيام، أجرى موقع Consumer Reports اختبارات التحمل باستخدام جهاز ضغط خاص، بحيث يوضع طرفي الهاتف على دعامتين ويعرض منتصفه إلى ضغط يزيد تدريجاً ليروا إلى متى سيصمد الهاتف قبل أن ينحني. وكانت النتيجة مفاجأة نوعا ما.
HTC One M8 انحنى عند 70 باوند، وانكسر عند 90
Apple iPhone 6 انحنى عند 70 باوند، وانكسر عند 100
Apple iPhone 6 Plus انحنى عند 90 باوند، وانكسر عند 110
LG G3 انحنى وانكسر عند 130
Samsung Note 3 انحنى وانكسر عند 150
بعد هذه الاختبارات القاسية، أكدت الشركة أن هذه الهواتف أظهرت قوة كافية في الاختبارات تكفي لتحمل الاستخدام العادي و الطبيعي. ومن المدهش أنه حتى بعد كسر بعض الهواتف استمروا بالعمل. كايفون 6 و5. على الأقل أفضل من HTC
هكذا وضحت الأمور أكثر، أليس كذلك. وأترك لك الحكم في النهاية فهذا المقال يناقش القضية فقط.
هل تدرك أبل أن هناك مشكلة أم تتجاهل الأمر كما يقول الناس؟
في الحقيقة كأي شركة كبيرة، تدرس الشركة أراء الجمهور وشكواهم أولاً قبل الرد وتتأكد من صحتها، وأظن أن هذا ما حدث وكان نتيجة لتأخرها في الرد، ولكنها ردت أخيرا وهذا هو المهم. ودرها كان متوقعاً حيث قالت إن هذا الضرر نادر الحدوث، حيث فقط 9 شكاوى وصلت بعد مبيعات وصلت 10 مليون هاتف، وهذا عدد ضئيل جدا، بالمقارنة بعدد المبيعات المتزايد بوتيرة جنونية.
وأشارت بعض التقارير أن شركة آبل تعرضت خسارة بلغت 23 مليار دولار بسبب تلك العيوب، بالإضافة إلى المشاكل في النظام الجديد IOS 8.
ونتيجة لذلك، تراجعت أسهم أبل في بورصة وول ستريت بنسبة 3,81 بالمائة لتصل إلى 97,87 دولارا للسهم الواحد.
إذا...!!!
أظن أن الجميع معتاد على مثل تلك "البروبجاندا" حول المشاكل التي تواجهها منتجات أبل كل عام فبالعودة إلى الوراء نجد أنه في:
عام 2010 صدر الايفون 4 وبدأت المواقع تتناقل أن الهاتف به مشكلة في الشبكة وكان الامر عكس ذلك ونجح الهاتف واكتسح جميع الدول، هذا لا يعنى أنه كان به مشاكل ولكنها ليست بذلك الأمر الضخم.
عام 2011 صدر الايفون 4s والجميع أكد علي وجود مشكلة في الشاشة، وأيضا لم تكن إلا في عدد محدود فقط.
عام 2013 صدر الايفون 5s ببصمة رائعة ولم تتمكن اي شركة بدمج هذه الميزة كشركة آبل وقال الجميع انها غير صالحة ويمكن اختراقها وان آبل تتجسس على عملائها وما إلى ذلك. وأيضا لم يكن.
في الختام أظن أن شركة كبيرة ولها ثُقلها مثل أبل، لن يوقفها مثل هذه العيوب وستستمر بتقديم الأفضل والتعلم من أخطائها دائما. فهي دائمة التَطور.
التعليقات