لأن التسامح من أخلاقيات الدين والثقافة والمجتمع، والذي كان موجود منذ بدأ الخليقة على وجه الأرض، فوجد الانسان بأن التسامح ينبي علاقات انسانية جيدة بين البشر، ويعمل على نشر السلام في الأرض، ويعبر عن التواضع والاحترام المتبادل، ولكن يكون التسامح أو المسامحة من الأمور التي لا بد منها في المواقف التي لا تمس الدين أو العرق، ولذلك فإن الكثير من المجتمعات كانت تحدد للمواطنين أي المواقف والأمور التي سيكون فيها تسامح مع أصحابها وعفو عنهم، وأيها سيكون فيها اضطهاد، فنجد على سبيل المثال بأن التسامح العرقي يساعد بالتخلص من التمييز العنصري وظاهرة التنمر، وكذلك حرية الرأي وتقبل الآخرين، في حين أن التسامح الفكري أو الثقافي له أثر إيجابي في التخلص من التعصب للأفكار واحترام آداب الخطاب أيضاً، وأما ما تتحدث عنه فهو عدم الرغبة في التسامح في بعض المواضع، والتي قال عنها الفيلسوف كارل بوبر بأنه هناك أسباب تدفعنا لعدم التسامح مع الآخرين، وبعضها يكون له مبرر، وذلك في كتابه "المجتمع المفتوح وأعدائه"، وبذلك تجد بأنه لا بأس من عدم انتهاج مبدأ التسامح في بعض المواقف.
التعليقات