في الفترة الأخيرة انتابني شعور بالاختناق. أصبحت جوجل متشعبة في حياتنا اليومية بشكل مخيف، عندما أتحدث عن اصدقائي عن شيئا ما، غالبًا أجده يظهر لي كإعلان على أحد المنصات. أنا اعلم ان التطبيقات على هاتفي يمكننها أن تتبعني و تربط كل النشاطات التي أفعلها في التطبيقات الأخري. مثلًا، عندما أبحث عن شئ في فيسبوك او غيره، يمكن لأمازون أن يعرف.
أنا أعمل مهندس برمجيات، ومحب للتكنولوجيا بشكل عام. لذلك، دائمًا اقع في حب ما اجده عبقريًا وجديدًا في هذا المجال، كالحاسوب الجديد من شركة apple، لا أريد ان كون فتى مدلل متابع لأبل، ولكني حقًا تعجبني منتجاتهم، كمستخدم وكمهندس برمجيات. المشكلة، انه بداخلي شخص اخر لا يرغب أن يكون بداخل حديقة أبل الخاصة، لا أريد ان أكون سجين هذا السور الالكتروني. ازداد شعوري بالاختناق عندما تعلمت قليًلا عن مفهوم ال consumerism وكيف أننا مستعبدين ومُستغلين. داخل هذه الدوامة من المنتجات.
الهروب من جوجل
في بداية الأمر، قررت الهروب من جوجل على قدر الامكان. فبدأت ب gmail، الذي كان يعرف مواعيد سفري ووجهتي لأنه يقرأ الرسائل التي تصلني. اتجهت الى خدمة بريد مدفوعة وهى protonmail، وقد شعرت بالارتياح لذلك الأمر.
مع الوقت بدأت اتجه أكثر الى شركة أبل، لأني شعرت انها تحترم خصوصيتي اكتر. كان الأمر سهل لأن حاسوب العمل الخاص بي ه، من انتاج شركة أبل. بدأت باستخدام الايفون، و حينها وجدت نفسي في ال ecosystem. أول خطوة لدخول حديقة أبل الالكترونية. مع الوقت امتلكت airpods من انتاج شركة أبل والتي اذهلتني، خاصة اندمجاها مع باقي الأجهزة (من أبل) الخاصة بي.
من حفرة الى حفرة
على الرغم أني ابتعدت عن جوجل، لكن اشعر بأني لم أحقق شيئًا، فالآن أشعر اني هربت من حفرة جوجل الى حفرة أبل. شركة أبل تمتلك كافة المعلومات عني، كل الملاحظات (notes) الخاصة بي، كل ال TODOs و ال calendar events وما الى ذلك. فيما يتضمن المتصفح (هناك حرب داخلية ايضًا بين firefox و safari).
حاولت كثيرًا التفكير فيما أود ان أفعل، هل أتخلى عن الايفون واستخدم اندرويد لأنه مفتوح المصدر؟ نظرت الى الهواتف الموجودة لم يعجبني شيئًا، ممكن pixel نوعًا ما. لكن لا أود ان تكسب جوجل مزيدًا من المال بسببي :D
هل أترك ال notes الخاصة ب أبل واستخدم تطبيق اخر؟ نعم سأفعل ذلك. لكن ماذا عن ال passwords keychain لا يوجد أداة اخرى تعمل بنفس سلاسة ال keychain على الحاسوب والهاتف. هذه الفترة اقوم بتجربة BitWarden لكني غير سعيد.
هل أنت في نفس الفخ؟
عزيزي القارئ، لقد اغرقتك في التفاصيل، اعتذر. فهناك العديد من الأفكار بداخل رأسي الصغير، وقد أرهقني التفكير، ماذا كنت ستفعل أنت في هذه الحالة؟
التعليقات