المثقف المغرور؟


هل يمكنك ذكر مثال على ذلك؟ من العلماء؟

البحتري والمتني ليسا عالمين، بل شعراء وأكثر الناس عرضة للغرور نتيجة المدح والتبجيل هم الشعراء؛ وليس كون المرء شاعرًا دليل على علمه ولا ثقافته.

ربما يحق للمرء أن يرفع من شأن نفسه قليلًا، كما قال مولانا الرافعي:

"مقامك حيثُ أقمتَ نفسك، لا حيث أقامك الناس، فالناس لا تعدل ولا تزن."

ربما أشد ما يدفع الإنسان إلى التواضع هو العلم، لا التثقف؛ فما كل من قرأ كتابًا أو اثنين أصبح مثقفًا.

هل يمكنك ذكر مثال على ذلك؟ من العلماء؟

بالنسبة لعلوم الدين فيمكنك ان تقرأ كتيب صغير للامام الغزالي بعنوان ( اصناف المغرورين) وستعرف كم من عالم دين وفقيه قد اصابهم الغرور مع انه من ابغض الذنوب عند الله، اما ان كنت تقصد علماء الدنيا في الغرب ف لم اعرف صراحة عالما غربيا مغرورا وربما ليس انطلاقا من قاعدة من تعلم تواضع بل ربما بسبب الاختلاف الحضاري والفكري بين مجتمع الغرب ومجتمع الشرق فالمجتمع الفكري بالغرب يقدس العلم على حساب شخصية العالم وهدفهم هو التطور وليس الاستعراض العضلي كما ان كثرة تواجد العلماء هناك تجعله يحج من ان يعتبر نفسه شخصا نادرا لا مثيل لعقله وانا صراحة ضد عبارة من تعلم تواضع وهذه عبارة خاطئة تماما ( العلم، الثقافة، المعرفة، المال، السلطة، وحتى الجمال) كلها مباعث للقوة ومن يتامل سلوك الانسان يجده باحثا عن القوة مريدا لها وكل ما سبق ذكره هي امور تجعل الانسان في مكانة اعلى من الاخرين اي يملك من القوة ما لا يملكون وهل تعرف ماذا يحصل للانسان اذا امتلك القوة على خلاف الاخرين؟ ببساطة سيتعالى عليهم لانهم دونه وهو فوقهم وانا شخصيا لم اعرف شخصا له من القوة نصيب الا وقد استعملها في الترفع عن الاخرين، استصغارهم، بل وحتى إيذائهم واستعبادهم ولم ارى شخصا واحدا يجمع بين القوة والتواضع وحسن العشر وإرادة الخير للاخرين فالقوة والتواضع امران نادرا جدا ما يحتمعان اما الشخص الوحيد الذي عرفته جمع بين قوة البدن الشبه مطلقة والتواضع الشبه مطلق فهو سيف النار

أي إنسان معرض للغرور خاصةً إن أصابه علمٌ مفاجئ، ولكن لا أتفق مع فكرة تواضع علماء الغرب على المطلق وغرور علماء الشرق، ولك أن تبحثي هل كان أبو حامد الغزالي متواضعًا أم لا؟

ولعل كتابه للتحذير من خطورة الكبر والغرور؛ لا لعرض رأي حضرتك حول غرور علماء الشرق، وهذا لا ينفي وجود الغرور، ولكن العلم كما قلت هو أكبر ماحي للغرور، وفسواء كان الشرق أو الغرب أو جهة من الجهات الأربعة تعرف أنها حتى الآن لا تستطيع الخلاص من الموقت؛ ربما فقط في هذه الحالة يحق لمن يدعي أن الغرور أن يكون له مشروعية هذا الحق. وللإنسان أن يعلي من مقام نفسه بقدر لا يذلها فيه ولا ينتقص من قيمته،.

ولا أدري ما صلة شخصية خرافية مثل سيف النار (كينشيرو باليابانية) الذي استمتعت بمشاهدة صغيرًا بالموضوع, هل كان وريث فن نجم الشمال عالمًا وأنا لا أدري؟


اسألني

مجتمع للتفاعل المباشر مع الخبراء. كخبير، نظم جلسات "اسألني ما تشاء" (AMA) لعرض خبراتك، وشارك معرفتك، وأجب على أسئلة الأعضاء. تفاعل مع جمهور يبحث عن نصائح وحلول متخصصة.

68.1 ألف متابع