راقبت تتابع أرقام الطوابق بذهن شارد، وأفاقت على صوت الرنين ينذرها بوصولها للطابق المنشود، لترفع عينيها الشاردتين وترى الرقم ١٣ يومض بلونه الأحمر. أخذت أنفاسها بصعوبة تحاول التذكر: أين هي بحق الجحيم؟ لماذا لا ترتدي سوى السواد؟ لماذا دخلت هذا المبنى من الأساس؟ هي حقًا لا تستطيع التذكر.

أخذت خطوات مترددة، لتشعر بأنفاسها تكاد تسلب منها لما رأته. طابق مخيف يضيء بومضات ضوء أبيض باهت يأتي من مصباح ما لا تستطع رؤيته. إن نظرت هنا أو هناك لاستطاعت رؤية الجدران ذات اللون الرمادي المتساقط، وعلى جانبي الحائط انتشرت العديد من الأبواب السوداء الملطخة بلون أحمر باهت، لون بدا لها تحت الومضات المخيفة كما لو أنه دماء أحدهم.

تراجعت بخطوات سريعة، خائفة تحاول الرجوع للمصعد والهروب بعيدًا، وبأصابع مرتعشة ضغطت زر المصعد عدة مرات، شعرت بأعصابها تكاد تحترق وهي تراقب تتابع الأرقام تطمئنها بصعود المصعد من أجل التقاطها. لم تمض ثوانٍ حتى شعرت بأحدهم يضرب رأسها بقسوة بمضرب ما. ومن ثم فقدت الوعي.

بقلم نورهان حسان