إن التطورات الحاصلة في أدوات توليد النصوص أثارت تساؤلات ملحة وأظن أنه من الضروري مناقشتها، حول إمكانية تفوق الأدب الذكي الناشئ عن تقنيات الذكاء الاصطناعي على أعمال الأدب البشري التقليدي.

هناك أراء تميل إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه توليد نصوص أدبية بجودة عالية وبمستوى يفوق ما يمكن للكاتب البشري تحقيقه، بينما يرى آخرون أن العمل الإبداعي والروح الإنسانية التي تتضمنها الأعمال الأدبية البشرية لا يمكن تجاوزها بواسطة عقل الآلة الذي هو في الأصل من صنع البشر!.

أظن أنه للرد على هذا التساؤل، يجب علينا النظر في عدة جوانب:

أولاً، يعتمد تقدير جودة النصوص الأدبية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي على مقاييس معينة يتم وضعها لهذا الغرض، مثل اتباع القواعد النحوية والتركيبية واستخدام المصطلحات اللغوية بشكل صحيح، لكنه يفتقر للجانب الإبداعي والروحاني للأدب، واللذان يميزان أعمال الأدب الإنساني.

ثانياً، يعتمد تفوق الأدب الذكي على ما يمكن تحقيقه من تحليل لبيانات ضخمة وتوليد نصوص بشكل أوتوماتيكي، وهو أمر قد يجعله أفضل في بعض الجوانب الفنية مثل اكتشاف الأنماط والاتجاهات في الكتابة، لكنه يفتقر أيضا إلى القدرة على التعبير عن المشاعر الإنسانية بنفس العمق والفهم الذي يمكن للكتاب الإنسان تحقيقه.