قد نعيش داخل دوّامة حين نجد الأيام تتلاحق وخططنا مركونة جانباً، أو أنّ انتاجيتنا لم تتحسن، حين يحدث ذلك قد نقوم بتوبيخ ذواتنا لأننا لا نملك قوّة الدافع أو نقرّر المماطلة!.

هذه الأمور تمّ تناولها في كتاب (حلّ مؤكد-افهم بيولوجية عقلك وجسمك لتحقيق النجاح في 90يوماً) لخبير التنمية البشرية بن انجل والذي يطرح فيه مشكلة سيطرة مشاعرنا السلبية علينا، حيث نقف أمام حاجز عدم إنجازنا لما خططنا له، فنعاني جلد الذات.

يبيّن انجل أنه جرّب العديد من الوسائل لتكوين الحافز، لكن ما تلبث تلك الشعلة بالخفوت ليصل لأسوأ شعور من الممكن أن يمرّ المرء فيه; شعوره بانخفاض احترامه الذاتي لنفسه وتقديره لها، لذا بات يفكر بالأسباب التي تجعل سواه يستفيدون من المساعدة الذاتية في حين يعجز آخرون عن ذلك.

لقد أدرك انجل بأننا في اللحظة التي نفتقد الحافز فإنّ علينا تغيير طريقة تفكيرنا، وحتى يحدث ذلك علينا أن ندرك الأسباب التي تدفعنا لعدم الاستمرار.

وفق انجل فإنّ 6% من الأشخاص الذين تم إجراء استطلاع عليهم وعددهم 25ألف شخص استطاعوا الوصول لذروة الأداء، بينما أشار 53% من المشاركين إنَّهم يعانون من الأفكار الضبابية والتعب والأفكار السلبية والتسويف.

يشبّه انجل الإجهاد العقلي بمحاولة تشغيل سيارة فارغة من الوقود، حيث ستؤول كافة محاولاتنا لتحريكها بالفشل ما لم نقم بملء خزان الوقود، وهذا ما يحدث مع أغلبنا، إننا نحاول علاج الإجهاد العقلي بتغيير أماكننا أو نمط حياتنا دون محاولة تغيير أفكارنا، مما يجعل الدافع غير كافٍ لإنجاز الأعمال التي نريدها.

حتى عملية تغيير الأفكار تحتاج لخطة; لأننا في تلك الحالة سنكون أشبه بذلك الشخص المتوقف عند مفترق طريق لا يعرف أيّ منعطف يوصله لما يريده، وحينها ستبدأ مرحلة اختلاق الأعذار، والتي يكون سببها:

  1. الخوف من (الخروج من منطقة الراحة الخاصة بنا، الفشل، ارتكاب الأخطاء)
  2. الجهل بالنتائج المتوّقعة.
  3. عدم وضوح الرؤية أو الهدف.
  4. المقارنة مع الآخرين وجعلهم الهدف الذي نريد تجاوزه.
  5. السعي لحماية أنفسنا من الأذى الجسدي أو العاطفي أو العقلي للحفاظ على ما نسميّه (بالأمان الشخصي).
  6. عدم وجود الحماس أو الحافز للقيام بالأمر.
  7. عدم توّفر الموارد اللازمة للبدء أو لتنفيذ الخطة.
  8. الخوف من تغيير طريقة تنفيذ الأمور، لأننا نخشى تغيير عاداتنا ونفضّل الإبقاء على ما ألفناه وتعوّدنا عليه.

شاركوني آرائكم إن كنتم تظنون أنّ أياً من الأسباب التي أوردتها أو سواها جعلتكم -في مرحلة ما- تتوقفون قبل البدء في تنفيذ خططكم وأفكاركم.

 

حتى نغير أفكارنا ونسعى خلف أهدافنا علينا:

  1. تقييم استعدادنا للمضي نحو النهاية في المهمة، في حال لم نملك الدافعية فلنتوقف قليلاً ولا ندخل في غمار البدء في العمل.
  2. قابلية قياس الأهداف، وهذا يعني أن تكون المعايير التي ننجز أعمالنا وفقاً لها معروفة وواضحة.
  3. الابتعاد عن التسويف والمماطلة لأنهما أبرز أسباب فشل المشاريع، وخير تطبيق لذلك المثَل الذي يعرفه أغلبنا (لا تؤجل عمل اليوم للغد)، لأنّ كسر حاجز المستحيل يبدأ من الإقدام في العمل.
  4. تقسيم الأهداف الكبيرة لأقسام صغيرة، لأنّ هذا الامر سيساعدنا بوضع خطة واضحة، كما سيساهم في تقييمنا لمراحل إنجاز الخطة، وبعد كلّ إنجاز سنجد كيف تشكلت الدافعية والحافز لدينا.
  5. توّقع العقبات ووضع حلول محتملة لها، وهذا أمر يجب أن نضعه في عين الاعتبار لأنّ وضع خطة دون التفكير بالتحديات التي قد تواجهنا سيجعل مواجهة تلك التحديات من أسباب انطفاء شعلة الدافعية لدينا.

هل جرّبتم أحد هذه الوسائل أو سواها؟ يسعدني أن تشاركوني تجربتكم ونصيحتكم في ذلك.