عند سماعنا لكلمة "التكنولوجيا" سيتبادر إلى أذهاننا المفهوم الشائع لها وهو استعمال الأجهزة الحديثة، كالأجهزة الذكية والكمبيوتر، وهذا هو الشائع عامة، بينما تعتبر هذه نظرة ضيقة الرؤية لمفهوم كبير وعالم واسع كالتكنولوجيا، فالأجهزة الذكية وأجهزة الكمبيوتر تعد أحد نتائج التكنولوجيا، وأما عن التكنولوجيا فهي وسيلة للوصول لهذه النتائج، وحل المشكلات وطريقة التفكير التي يوصل إلى النتائج المراد الوصول إليها، وهي أسلوب تفكير في استخدام المعرفة والمعلومات والمهارة لغرض الوصول إلى نتائج تخدم الإنسان والعالم في جميع مجالات الحياة مثل : النقل، التعليم، التصنيع، الاتصالات، العمل وغيرها.

وأيضاً تُعرف بأنها : "عملية شاملة تقوم بتطبيق العلوم والمعارف بشكل منظم في ميادين عدة لتحقيق أغراض ذات قيمة عملية للمجتمع، وأنها الاستخدام الأمثل للمعرفة العلمية، وتطبيقاتها، وتطويعها لخدمة الإنسان ورفاهيته".

ومن فوائد التكنولوجيا في حياتنا والتي تخدم الفرد والمجتمع وتعود عليه بالنفع هي :

·      التواصل مع الآخرين.

·      زيادة فرص العمل.

·      زيادة الثروة المعلوماتية.

·      زيادة الترفيه.

·      توفير الوقت والجهد.

ومن أضرارها :

·      التلوث.

·      هدر الوقت.

·      التأثير على الصحة.

·      التبعية المفرطة.

·      السعي للاستهلاك الزائد.

نستطيع مناقشة المقال من عدة نواحي منها :

1_ هل تعتقد أن التكنولوجيا قد ساوت بالفعل في توفير نفس الفرص الاقتصادية بين دول العالم ككل؟

لا أعتقد أنها قد ساوت في توفير وتقديم نفس الفرص الاقتصادية بين الدول، فبالرغم من زخم الاتصالات وثورتها التي يشهدها العالم إلا أنه لا تزال هناك العديد من الدول تعاني البطالة والعجز عن العثور على وظائف وبالتالي تراجع ملحوظ في بعض الدول ومعاناتها مع الفقر، وقلة الموارد مهما غطى الإعلام وأخفى هذه الجوانب، وكما يتضح اتساع الفجوة الرقمية بين البلدان الغنية والفقيرة بسبب التفاوت في سرعة انتشار التكنولوجيا، ويعد الجهل في استخدام التكنولوجيا من أحد أسباب التفاوت والتراجع.

2_ هل تعتقد أن وسائل الإعلام الرقمي قد غيرت طريقة وأسلوب التفاعل الاجتماعي والعلاقات الإنسانية؟

أصبحت وسائل الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي تشكل أهم أدوات التأثير في صناعة الرأي العام وتشكيله، وعلى ذلك باتت تنشئة الشباب وتثقيفه ويمكن أن تقود حركة التغيير في العالم أجمع، وبالطبع أنها قد غيرت طريقة وأسلوب التفاعل الاجتماعي والكثير من العلاقات الإنسانية، لأنها فتحت أمام العالم أبوابها على مصراعيها بكل ما فيها من ثقافات واختلافات، وقدمت الجانب الإيجابي منها والسلبي على طبق من ذهب بأَيدي الجميع، بات التواصل المباشر في تدهور، ومات أسلوب الحوار الجيد، وانتشر الغباء بعدما كان مدفوناً في دهاليز عقول الفئة التي أقصدها، ولا شك أنها قدمت الخير والتقارب أيضاً، ونستطيع القول بأنه حسب استخدام الإنسان لهذه الوسائل تكون السيادة في الجانب الذي يتجه له.

3_ من وجهة نظرك في الاقتصاد في بلدك؛ كيف يتغير النظام الاقتصادي كلما اقترب أكثر نحو استخدامه للتكنولوجيا؟

لا شك أن الجهود العادية لا تستطيع تحقيق التنمية الاقتصادية التي بإمكانه مجاراة العالم الآن في الوقت الحالي، فلا بد من استخدام التكنولوجيا في تغيير الطرق الاعتيادية للإنتاج، وتعديل طبيعة ونوعية تقديم الخدمات للوصول للتقدم والازدهار واللحاق بركب الدول المتطورة والمتقدمة، والمعروف عن التكنولوجيا أنها متغيرة دوماً، ولا بد من المعرفة والعلم بكيفية استخدامها ومتابعة جديدها والفهم الصحيح لها للاستفادة القصوى منها، وتحسين جودة الحياة للمجتمع والدولة، وتسخيرها لخدمة وتطوير الإنسان حتى يحصل الارتفاع الاقتصادي وتزدهر بالطريقة المثلى..

وأخيراً..

هذه التكنولوجيا التي بين أيدينا من أعظم النعم التي منحها الله لنا، ومن الممكن أن تنقلب نقمة إذا ما تم استخدامها بالطريقة السلبية، وهذا يتضح في حياتنا كثيراً كأقرب مثال لها هي انجراف الناس وخاصة فئة الشباب ورائها بتهور دون إدراك للعواقب، فيما يخدم إيجابياتها الأمة كلها والعالم.