الموجة الاولى من الذكاء الاصطناعي تمتد من 1990s-1980s كانت تعتمد على خوارزميات او قواعد موضوعة سلفا من خبير بشري تعتمد بشكل رئيسي على جمل شرطية, مثلا بالامكان تصميم برنامج لتشخيص المرض بالاعتماد على الاعراض, ففي البرنامج يكتب اذا كان الشخص يعاني من حرارة و سعال فالمرض انفلونزا, اذا كانت الاعراض كذا و كذا فالمرض الفلاني..ألخ هذه الطريقة قد تكون فعالة في حالات محدودة جدا و لكن اي تغير و لو بسيط ستفشل بشكل ذريع, لذلك تم التخلي عنها(كتوجه عام).

الموجة الثانية بدأت تقريبا من منتصف 2000s و ازدادت حدتها منذ بداية العقد الحالي 2010-2019 في هذه الفترة حقق الذكاء الاصطناعي انجازات كبيرة تحت يافطة "التعلم العميق", كتمييز الوجوه و التعرف على الكلام, اصبحت امور سهلة التحقيق و بدقة تقارب الاداء البشري, سابقا تلك الامور كانت محصورة في البحث العلمي بينما حاليا خرجت للتطبيقات التجارية(كالتعرف على الوجه في الجوالات)

الموجة الثانية يمكن تلخيصها ببساطة انها تعتمد على طرق احصائية لتمييز الانماط, يصمم مودل ما (شبكة عصبية عميقة) و يتم تغذيته بعشرات او مئات الاف النماذج او حتى ملايين, فمثلا تحتاج شبكة تعلم عميق ل 50 الف صورة من الارقام(0 1 2.. 9) لتعلم تمييز الارقام

و رغم ان هذه الطريقة فعالة جدا و تعطي دقة مقاربة للبشر, و لكن تعاني من سلبيات كبيرة ايضا فهي اولا تتطلب كم كبير من البيانات big data احيانا يتعذر او يصعب توفيرها, بالاضافة لافتقارها للتجريد او الفكرة العمومية فهي ممكن تستعمل في مجالات محدودة جدا, و لكن لكي تعمل في مجال جديد فالمودل يحتاج الى تعديل و تغذيته ببيانات كثيرة مجددا, و النقطة السلبية الاخرى و المهمة ان المودل يعطي نتائج بدون تبرير, مثلا ممكن تصميم شبكة عصبية تستطيع ان تميز ان تلك الرسالة سبام و بنسبة ثقة 95% و لكن لا تستطيع ان تخبرنا بالسبب, تستطيع ان تميز بشكل جيد ان صورة شخص على انه طفل و لكن لا تعطي اسباب وراء هذا التصنيف, نظام او مودل كهذا الامر اشبه بشخص يتصرف بشكل لا ارادي او بشكل ادق ما يسمى بالذكاء الصناعي حاليا اشبه بالزومبي. ايضا الذكاء الاصطناعي الحالي يفتقر الى الموثوقية العالية, فرغم ان مودل ما قد يعمل بدقة ممتازة و لكن احيانا يعمل بشكل كارثي, و لذلك لا يمكن الاعتماد عليه تماما حتى في نطاقات ضيقة جدا.

لذلك بدأت الحاجة لموجة الثالثة من الذكاء الاصطناعي, التي من سماتها الرئيسية التوجه اكثر للذكاء العام, كالقدرة على التجريد, اعطاء مبررات و اسباب للنتائج و انشاء موديلات بالاعتماد على عدد محدود من نماذج التدريب(و ليس بعشرات او مئات الاف النماذج كما في الموجة الثانية)

و طبعا الادوات اللازمة لتحقيق ذلك لا زالت ضبابية او مجهولة و ستحتاج الى الاف البحوث و بلايين الدولارات من التمويل, و "يقدر" لهذه الموجة ان تمتد لعشر سنوات 2020-2030 او حتى لعام 2040, و بعدها ستنطلق الموجة الرابعة من الذكاء الاصطناعي اي التوجه لبناء ذكاء صناعي يشابه او يفوق الذكاء البشري.

لمزيد من التوضيح: