الكاتبة - راندا الأنور

المصدر الأساسي :

http://blog.egyptscholars.org

نشر بتاريخ 6- 12 - 2015 م

السلسلة كاملة

  • الجزء[1]
  • الجزء[2]
  • الجزء[3]
  • الجزء[4]
  • الجزء[5]
  • الجزء[6]

الجزء الخامس

في الجزء السابق تحدثنا عن تحليل البيانات العملاقة والبرامج التي تُستخدم من أجل ذلك وكيف أن نتائج التحليل إن تم توجيهها بشكل صحيح فسوف تؤدي لميكنة العديد من الوظائف بلا أخطاء ولكن ذلك لا يعني بالضرورة زيادة البطالة وفقدان البشر لوظائفهم فمع كل تكنولوجيا تتغير طبيعة الوظائف البشرية ليتمكنوا من متابعة التقدم في مستقبلهم المهني. في هذا الجزء نتناول بشيء من التفصيل المصادر التي تأتينا بالبيانات العملاقة.

البيانات تأتي بطريق من اثنين طريق رقمي Digital وطريق غير رقمي Analog يتم تحويله لإشارات رقمية. البيانات الرقمية هي كل ما يُوَلد إلكترونيًا مثل ملفاتك وصورك التي ترفعها على Dropbox أو Google Drive مثلًا، أو الرسائل النصية والصور والموسيقى والكتب التي تقرأها وتشاركها وتحملها على هاتفك الذكي المتصل بالإنترنت، أو خدمات البريد الإلكترونية ورسائلك المتبادلة على Gmail وYahoo و Microsoft Exchange Online، أو محركات البحث والمواقع التي تتصفحها كالجرائد الإلكترونية والمدونات ومواقع الهيئات والشركات ونشاطك الإلكتروني الذي يتم تسجيله عليها، وبالطبع أيضًا وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها كفيسبوك، وتويتر، ولينكدإن، ومواقع أخرى كبينتريست، وإنستجرام إلخ.

كل تلك المصادر للبيانات قائمة على الاتصال بالإنترنت ولكن هناك من المصادر ما هو حولنا يعطي بيانات في صورة غير رقمية وغير متصلة بالإنترنت. تلك المصادر هي ما دخلت عالم البيانات العملاقة مؤخرًا عن طريق ما يسمى بـ”ربط الأشياء بالإنترنت” أو Internet of Things-IoT.

بحسب التعريفات عن الـ”IoT” هو مصطلح يصف واقع العديد من الأشياء أو الأجسام التي تحيط بنا ونستخدمها يوميًا بداية من الأدوات الشخصية والخدمات والأنظمة حتى المواصلات العامة والمبانى كلها قادرة (أو ستكون قادرة في المستقبل القريب) على إرسال واستقبال البيانات من خلال الإنترنت، وربما تتجاوز مرحلة تواصل الآلات إلى ما هو أبعد من ذلك.

مصدر الصورة:

http://www.industryweek.com...

وذلك لا يعني فقط تزايد كمية البيانات بشكل يفوق أي وقت مضى ولكنه يعني أيضًا أننا قريبًا سوف نعرف كل شيء يدور في هذه الكوكب يمكننا من إنشاء عالم ذكي. وذلك لأن “Thing” تعنى أي شيء ابتداءً من المستشعرات sensors والشرائح chips المدمجة في الدوائر الكهربية وهو ما يطلق عليه (embedded devices) وحتى الأجهزة أو الأجسام المستقلة حولنا (stand alone devices) والتي نسميها أجسام ذكية (smart objects) لاحتوائها على المستشعرات التي تستخدم تردد موجات الراديو RF لإرسال واستقبال البيانات أو الأجهزة الذكية (smart device) لأنها أجهزة إلكترونية تتصل بالشبكات والأجهزة الأخرى من خلال وسائل نقل البيانات اللاسلكية مثل Bluetooth أو NFC أو WiFi أو 3G إلخ.

تلك الأجهزة هي: هاتفك الذكي مثل Apple iPhone وأغلب الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد Android، وأجهزة التابلت والباد iPad أو Google Nexus 7، الساعات الذكية smart watches، والأساور الذكية smart bands، وسلاسل المفاتيح الذكية smart keychains مثل Prestigio Keys.

مصدر الصورة:

http://elekslabs.com/wp-con...

هذا المصطلح أيضا يمكن أن يُشير إلى ما يسمى ubiquitous computing device أو أجهزة الحوسبة في كل مكان فهي ليست كأجهزة الحاسب المكتبية بل أجهزة حاسب محمولة ومتنقلة كلابتوب أو تابلت وأيضًا كنظارات.

وبذلك فإن القدرة على ربط كل تلك الأجسام والأجهزة التي تحوي معالجات بيانات وذاكرة ومصادر للطاقة بشكل محدود تعني أن تطبيقات الـ IoT ستكون في كل المجالات بداية من النظم البيئية الطبيعية وحتى الأبنية والمصانع. وتعني أيضًا انتشار الميكنة في تلك المجالات من خلال شبكات ذكية Smart Grid اقتصادية ومستدامة تعمل على نقل البيانات وتحسين الأداء.

وقد ضربنا أمثلة في السابق عن المجالات التي تستخدم البيانات العملاقة مثل التجارة، والرياضة، والرعاية الطبية، وغيرها وبالتالي فهي نفسها التي تعتمد في جمع هذه البيانات على تكنولوجيا الـIoT.

لكن الأمر لا يتوقف عند منفعة وقتية أو أسلوب إدارة عمل أو مستوى معيشي بمجموعة من الدول، بقدر ما تريد بعض الشركات تحويله إلى نمط الحياة السائد على الكوكب.

فمبادرة كوكب أذكى Smarter Planet التي قامت بها شركة IBM لحث القادة المفكرين في الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني على انتهاز الفرصة بتطبيق الأنظمة الذكية لتحقيق نمو اقتصادي، وتنمية مستدامة، وكفاءة سريعة مع رخاء مجتمعي. وبالتالي فقد بدأت الشركة مبادرة مدن أذكى IBM Smarter Cities لتوفير الخدمات والبرمجيات والأجهزة وكل الحلول التي تقدمها IBM من حوسبة سحابية وتحليلات وأعمال مجتمعية. وحتى الآن فقد استطاعت هذه المبادرة خدمة آلاف المدن حول العالم في مجالات الأمن والصحة العامة والبنية التحتية من طاقة, ومياه. وتعمل المبادرة على دمج المواطنين للمشاركة ببرنامجها من خلال موقع إلكتروني People4SmarterCities.com حتى يساهموا في تطوير مدنهم.

وليست IBM هي الوحيدة في ذلك الهدف فقد بدأت شركة Hewlett-Packard –HP هي الأخرى مشروع Central Nervous System of the Earth -CeNSE لوضع المستشعرات في كل مكان في الكوكب تنقل البيانات بسرعة الضوء وستمكن البشر من العلم مثلًا بحدوث هزة أرضية قبل 10 ثوان من حدوثها على بعد 20 ميلًا من موقعه.

اختصارًا يمكن القول أن الأجهزة والأجسام الذكية متواجدة وستتواجد في كل المجالات لمختلف الأغراض:

  • رصد البيئة (Environmental Monitoring) كأحوال الجو، والمياه، والتربة.
  • إدارة البنية التحتية ووسائل النقل (Infrastructure Management and Transport systems) كالجسور، والسكك الحديدية، والطرق السريعة، والمحيطات، والموانئ، والحركة عليها.
  • التطبيقات الصناعية (Industrial Applications) لرفع الكفاءة.
  • إدارة الطاقة (Energy Management) لترشيدها.
  • النظم الطبية والرعاية الصحية (Medical and Healthcare Systems) للرصد عن بعد والإشعار في حالة الطوارئ.
  • ميكنة الأبنية والمنازل (Building and Home Automation) كأمثلة كثيرة شرحناها سابقًا.

ولكن ليس كل عناصر الـIOT بالضرورة تتصل بالعالم أجمع فمن الممكن لأشياء مثل المنازل الذكية بأن تعمل على شبكة محلية local network فقط.

كما أنه كما ذكرنا ليس عليها أن تكون أجهزة أو أجسام ثابتة فـالأجهزة المرتداة Wearable devices خير دليل على استخدام الـIoT على أجسام متنقلة أو محمولة، فهي أجهزة إلكترونية صغيرة الحجم تُرتدى تحت أو فوق الملابس لعدة أغراض لجمع ونقل المعلومات والتحكم في الأجسام عن بعد أيضًا. ستجدها على هيئة خوذة أو نظارة أو ساعة يد أو قفاز بل وتطور الأمر من كونها حلى Accessories إلى عمل ملابس ذكية Smart clothing – Smart shirt. مثال على تلك الأجهزة ساعة موتورولا Moto 360 وساعة آبل Apple watch وساعة الأطفال المتصلة بالـGPS hereO ونظارة جوجل Google Glass وسماعات سيمنز Siemens hearing aid وخاتم Ring Hub ومعالج اضطرابات النوم والصداع المزمن Quell وساعة اليد الرياضية Polar A300 والأسورة الرياضية FitLinxx AmpStrip وأسورة التحكم عن بعد Myo gesture-control armband وغيرها الكثير.

وبالطبع إلى جانب تلك المزايا لابد من تواجد النقد لتكنولوجيا الـIoT الذي هو تقريبًا نفس النقد المثار ضد البيانات العملاقة من حيث انتهاك خصوصية البشر أو المستهلكين والتلاعب بهم أو تعرضهم لسرقة معلوماتهم من قِبل القراصنة.

يضاف عليها الخوف من مشاكل التصميم مع زيادة الحجم Design scalability ومشاكل بيئية ناتجة من أن المكونات الإلكترونية غالبًا ما يتم التخلص منها بدفنها في الأرض نظرًا لصعوبة إعادة تدويرها مما يشكل مصدر تلوث للتربة والمياه الجوفية والهواء وهو ما يترجم إلى مخاوف مزمنة حول صحة الإنسان لا يمكن تجاهلها لأن تلك المكونات لا يتم التخلص منها عند حدوث أعطاب فحسب بل بشكل دوري للحاق بركب التكنولوجيا وضمان التوافق وحسن الاستغلال مما يزيد من كمية النفايات الناتجة عن ذلك بمعدل 10 أضعاف فيكون حجم النفايات الناتج عن 5 سنوات مساويًا لما كان ينتج في 50 سنة في السابق.

ويبقى السؤال هنا حول تحولنا إلى كتلة متحركة من البيانات دون وضع اعتبار لإنسانيتنا وحريتنا فهل هناك من وسائل حماية أو على الأقل وسائل تتحكم في تسريب كل تلك البيانات عنّا أو على الأقل خيارات بديلة؟ هذا ما سنتناوله تفصيلًا في المقال القادم.

مصادر:

http://en.wikipedia.org/wik... http://en.wikipedia.org/wik... http://en.wikipedia.org/wik... http://en.wikipedia.org/wik... http://en.wikipedia.org/wik...