في تجربة غريبة ومثيرة للاهتمام، قرر باحثون في جامعة أمستردام أن يختبروا أثر تغيير بعض العناصر في مواقع تواصل الاجتماعي لمعرفة أثر التغييرات على سلوك المستخدمين

لتحقيق ذلك، أنشأوا منصة تواصل اجتماعي خاصة بهم، وأطلقوا عليها تجربة خالية من كل السموم المعتادة. لا محتوى ممول، لا إعلانات، لا خوارزميات تدفع محتوى معيّن إلى القمة، ولا أي من العناصر التي غالبًا ما نتهمها بأنها سبب التوتر والانقسام على الإنترنت. وبدلًا من المستخدمين البشريين، قاموا ببرمجة أكثر من 500 شات بوت، كل منها يحمل شخصية بشرية فريدة، آراء واهتمامات وأسلوب كلام وحتى نزعات شخصية محددة.

الفكرة كانت بسيطة، إذا أزلنا كل المسببات للتوتر والصراعات، فمن المفترض أن تصبح بيئة التواصل أكثر ودية وهدوء. لكن النتيجة لم تكن كما توقعوا. فخلال فترة قصيرة، وجد الباحثون البوتات منخرطة في مشادات كلامية حادة، وحروب ردود، وانقسامات إلى مجموعات متناحرة تمامًا كما يحدث في فيسبوك أو تويتر، لكن هذه المرة بدون أي تدخل من خوارزمية تحرك الخيوط من الخلف.

التجربة كشفت جانبًا مخيفًا، ربما الضرر النفسي والاجتماعي الذي أوجدته منصات التواصل انعكس على طريقة تفكيرنا وتفاعلنا، لدرجة أن المشكلة أصبحت في سلوك البشر الذي يؤدي إلى نفس النتائج السامة، فهل هذا يعني أن إصلاح مواقع التواصل لن يكفي إذا لم نُصلح نحن أنفسنا أولًا؟ أم أن هذه التجربة بعيدة عن تعقيد الطبيعة البشرية الحقيقية؟