أعلنت شركة ميتا عن استحواذها على الشركة المصرية الناشئة Play AI المتخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تحاكي الصوت البشري. وقد بدأت الأخبار عن مشاركة الشركات العربية في السوق التقني العالمي تنتشر بشكل كبير مؤخرا عموما، وهو ما يخلق تساؤل عما اذا كانت هذه إشارة على أننا بدأنا نشارك بفعالية في سباق التكنولوجيا العالمي أم أن الأمر مجرد موجة استحواذات ضخمة تستغل طموحات الشركات الناشئة في منطقتنا.

شركة Play AI تعتبر نموذج لما يمكن للعقل العربي أن ينجزه حتى اذا لم تتوفر له الأدوات والامكانيات. التقنية التي طورتها الشركة جذبت أنظار واحدة من أكبر شركات العالم، وهذا في حد ذاته إنجاز لا يستهان به. لكن اذا تساءلنا لماذا لم تواصل الشركة تطوير مشروعها بشكل مستقل، فالاجابة هي أن أغلب الشركات الناشئة في العالم العربي تفتقر إلى البيئة التي تحتضنها وتدعمها بالتمويل والثقة. ولهذا تبدو عروض الاستحواذ مغرية جدًا، شهرة وتمويل ودخول إلى أسواق عالمية، وربما أيضًا بعض الأمل في المشاركة والتاثير في السوق التقني العالمي. لكن بنفس القدر، هناك مخاوف حقيقية من ذوبان هذه المشاريع في ثقافات أجنبية تفقدها هويتها المحلية، أو من أن تتحوّل المنطقة العربية إلى مجرد “مزرعة أفكار” تُحصد منها العقول ثم تُصدّر للخارج بثمن بخس

إذا من وجهة نظرك هل علينا أن نحتفي بما حدث، ونعتبره فتحًا جديدًا يثبت أننا على الطريق الصحيح؟ أم علينا أن نرفع أصواتنا ونطالب بحلول تحافظ على هذه العقول داخل أوطانها، وتمنحها فرصة التطور من الداخل وألا تبيع ابتكاراتها لمن يدفع فقط؟