من كان يتابع تطور الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الماضية، يعرف جيدًا أنه كان مصطلحًا يرتبط بأبحاث معقدة ونماذج متطورة وتطبيقات مبهرة تتحدى حدود التقنية. لكن في الوقت الحالي، يبدو أن المصطلح بدأ يفقد وزنه، ولم يعد يشير بالضرورة إلى ذكاء حقيقي أو تطور تقني مذهل، بل أصبح مجرد ملصق تسويقي يُلصق على كل شيء تقريبًا لجذب العملاء.
تفتح موقع أي شركة ناشئة، أو إعلان لمنتج جديد، فتجد العبارة السحرية “مزود بالذكاء الاصطناعي”. لا يهم إن كان الذكاء الاصطناعي المستخدم لا يتعدى بعض الأكواد البسيطة، أو إن كان المنتج لا يحتوي على أي خوارزمية تعلم آلي من الأساس. يكفي وضع المصطلح في منتصف الصفحة حتى يُشعرك وكأنك أمام اختراع خارق.
حتى في الهواتف الذكية والتطبيقات اليومية، أصبحنا نسمع عن كاميرا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ومحرّر نصوص بالذكاء الاصطناعي، ومساعد منزلي ذكي، ثم نكتشف أن هذه الميزات مجرد تحديثات تجميلية لا تختلف كثيرًا عن ما كان موجودًا سابقًا.
هذه المبالغة المستمرة بدأت تُفقد المصطلح قيمته العلمية، بل وتضر بثقة الناس في التقنيات الحقيقية. عندما يسمع المستخدم أن ميزة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي ثم يكتشف أنها عديمة الفائدة أو تقليدية، يصبح أقل استعدادًا لتصديق أي حديث مستقبلي عن التطور الحقيقي في هذا المجال.
المشكلة ليست في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل في استخدامه كأداة تسويقية تبتعد به عن جوهره العلمي، وتحوّله من أداة تغيير ثورية إلى مجرد buzzword يُباع بها كل شيء.
فمن واقع تجربتك هل بدأت ترى أن مصطلح الذكاء الاصطناعي بدأ يفقد معناه حاليا بسبب استخدامه في كل شيء؟ وما تأثير ذلك على استقبالنا لأي أخبار متعلقة به؟
التعليقات