في خضم السباق العالمي المحموم بين الولايات المتحدة والصين للسيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي، خرجت Google DeepMind لتحذر من أمر لا يقل أهمية عن التفوق نفسه وهو التخطيط المسبق. فبينما ينشغل الجميع بمحاولة الوصول أولًا إلى ما يُعرف بـ"الذكاء الاصطناعي العام" أي نظام يتفوق على البشر في كل المهام الذهنية تقريبًا، تغيب عن كثير من الطاولات نقاشات أساسية حول "ماذا بعد؟"

التحذير الذي أطلقته جوجل ليس مجرد دعوة للتأني، بل إنذار مبكر بخطورة التهور التكنولوجي دون استعداد اقتصادي واجتماعي موازٍ. لأننا لا نتحدث فقط عن أدوات ذكية، بل عن مرحلة جديدة بالكامل، قد تتغير فيها قواعد العمل، والتعليم، والسلطة، واتخاذ القرار. الذكاء الاصطناعي العام ليس روبوت محادثة متطور، بل كيان قادر على الفهم، والتحليل، والتنفيذ، في كل مجال يمكن للبشر أن يتفوقوا فيه وربما أكثر.

المثير هنا أن هذا التطور لا يبدو بعيد المنال. بعض الخبراء يتوقعون أن نصل إلى هذه النقطة في غضون عقد واحد فقط، وهو وقت قصير جدًا إذا ما قورن بحجم التحولات التي قد تنتج عنه. فما الذي يحدث عندما تصبح الآلات قادرة على أداء كل ما نقوم به بشكل أفضل، وأسرع، وبدون تعب؟

القلق الحقيقي لا يتمثل في الذكاء الاصطناعي ذاته، بل في غياب الخطط، من سيُستبعد من سوق العمل؟ كيف سيُعاد توزيع الدخل؟ وما الضمانات التي تمنع أن تُستخدم هذه الأنظمة في الإضرار بدلًا من التطوير؟

تحذير جوجل قد لا يكون كافيًا لكبح السباق، لكنه يضع أمامنا سؤالًا لا يمكن تجاهله: كيف يمكننا الاستعداد بشكل كافي لما هو قادم؟