كنت أعمل على إعداد دراسة حول تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وكان علي مراجعة عشرات الأوراق البحثية لاستخلاص أهم النظريات والنتائج ذات الصلة. لكن ضيق الوقت وكثافة المعلومات جعلا المهمة تبدو مرهقة، خاصة أن البحث اليدوي عن المصادر وتحليلها يستغرق أيامًا وربما أسابيع.

في هذه اللحظة، قررت تجربة Elicit، وهي أداة ذكاء اصطناعي متخصصة في البحث العلمي وتحليل الدراسات الأكاديمية. كل ما فعلته هو إدخال سؤالي البحثي، وبدأت الأداة فورًا في استعراض مئات الأوراق العلمية، مستخلصةً أهم النقاط، والأساليب البحثية المستخدمة، والنتائج الرئيسية لكل دراسة.

النتيجة كانت مبهرة! تمكنت في وقت قياسي من جمع قائمة بأهم المصادر ذات الصلة، بالإضافة إلى تلخيص سريع لمحتواها دون الحاجة إلى قراءة كل ورقة بالكامل. كما ساعدني الذكاء الاصطناعي في اقتراح فجوات بحثية لم أكن قد فكرت فيها مسبقًا، مما أدى إلى تطوير إطار بحثي أكثر دقة.

بالطبع، لم تكن التجربة خالية من التحديات، فقد لاحظت أن بعض التلخيصات تحتاج إلى مراجعة للتأكد من دقتها، كما أن بعض الأوراق لم تكن متاحة بنصها الكامل داخل الأداة. ومع ذلك، فقد اختصرت لي الأداة ما كان يستغرق أسابيع من العمل في يوم واحد فقط!

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح يومًا ما بديلاً عن الباحثين في تحليل البيانات واستخلاص النتائج، أم أنها تهدد دور الباحث التقليدي؟