كيف يمكن للذكاء الجمعي الهجين (Hybrid Collective Intelligence) أن يعيد تشكيل طرق اتخاذ القرار وحل المشكلات في المستقبل؟

أعتقد أن الذكاء الجمعي الهجين لديه القدرة على تحسين دقة وكفاءة القرارات، لكنه لا يخلو من التحديات. الجمع بين الذكاء البشري والإمكانات التحليلية للذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل من التحيزات الشخصية ويوفر رؤى أكثر شمولية، مما يسهم في اتخاذ قرارات أكثر إنصافاً. لكن في الوقت نفسه، قد يؤدي هذا النموذج إلى تعقيدات جديدة، مثل الحاجة إلى فهم كيفية عمل الخوارزميات، وضمان شفافية القرارات، والتعامل مع الأخطاء المحتملة في تحليل البيانات. المفتاح هنا هو تحقيق توازن بين الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والحفاظ على العنصر البشري في اتخاذ القرار.

في عملي لا يحق لأحد اتخاذ قرار إلا لو كان على دراية بتاريخ القرارات المشابهة ونتائجها وأثرها على بيئة العمل وعلى طبيعة العمل ونتائجه، ولذلك أرى أن العنصر البشري هنا لا يمكن استبداله أو التفوق عليه مثلا بنموذج رقمي فهو أولى بمثل هذه الأمور.

وبصراحة أنا أكره التطور التقني وأظن لو حدث أنه في اجتماع وجدت هذا الشريك الجديد فسأكون أول شخص يعترض عليه بل وأرى في ذلك استهانة بعقول الكادر الإداري الموجود

الذكاء الجمعي الهجين واعد، لكنه ليس حلًا . الدقة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي مذهلة، لكن الاعتماد المفرط عليه قد يفقدنا السيطرة ويجعلنا عبيدًا لخوارزميات قد تكون معيبة أو متحيزة. التحدي الحقيقي ليس في دمج الذكاء البشري والاصطناعي، بل في ضمان أن يظل البشر في مركز القرار، مع فهم واضح لحدود التكنولوجيا. بدون شفافية وأطر أخلاقية قوية، قد نخلق وحشًا تقنيًا يصعب ترويضه.

الذكاء الاصطناعي بالعموم قد يساهم في حل المشاكل التي تحير البشر و معالجة الكم الهائل من البيانات والتنبوء ببعض الأمراض- فمثلا هنا أتذكر قصة الطفل أليكس التي حدثت قبل اكثر من سنة ، حيث زار أليكس أكثر من 17 طبيب دون أن يحصل على نتيجة، وبعد ثلاث سنوات من البحث وزيارة الاطباء لجأت أمه إلى برامج الذكاء الاصطناعي و عرضت عليه بعض المعلومات الصحية حول ابنها، وتبين بأن ابنها يعاني من مرض متلازمة الحبل المربوط - لكن لا يمكننا الاستغناء عن العنصر البشري، حتى مسألة الذكاء الجمعي الهجين لا تحل أبدًا مكان الأطباء.