لكي ندرك جميعا أهمية الشرائح الإلكترونية سأوضح لمن لا يعرف ما هي،  هي ببساطة  الدارات والدوائر الكهربية الموجودة داخل جميع الأجهزة الموجودة على وجه الكرة الأرضية بلا استثناء، بدءا من جهاز التحكم في التلفاز، حتى أنظمة الدفاع وسفن الفضاء، وهي بكل ما تعنيه الكلمة عقل التكنولوجيا، مثل المعالجات وشرائح الذاكرة وأجهزة التخزين ومعالجات البيانات وغيرها، ومهما اختلفت الوظيفة يظل مبدأ عملها متطابق تقريبا.

ولكن على الرغم من هذا الأهمية الكبيرة جدا إلا أنه يوجد القليل فقط من المصانع حول العالم التي تنتج هذه الشرائح، ويرجع الأمر لصعوبة الحصول على المواد الخام التي تصنع منها هذه الشرائح، بالإضافة للتقنيات والمعدات فائقة الدقة التي تصنع هذه الرقائق، حيث أن عملية التصنيع تتم بشكل آلي تماما دون أي تدخل بشري، وذلك لدقة هذه الشرائح، حيث أن معالجا بحجم 2 مللي يمكن أن يحتوي على مليارات من الترانزستورات.

وبدون الدخول في تعقيدات هندسية، يواجه العالم اليوم أزمة كبيرة في إنتاج هذه الشرائح، والسبب في هذه الأزمة هو العلاقات السياسية السيئة بين الصين وأمريكا، حيث أن غالبية مصانع الرقاقات توجد في تايوان تحت سيطرة الولايات المتحدة، وهو مالا يعجب الصين.

على كل حال أدت هذه الأزمة إلى تعطل هذه الصناعة، وبالتالي لا يمكن لأي شركة في العالم إنتاج أي جهاز إلكتروني بدون هذه الشرائح، مما أدى إلى تراجع إنتاج الهواتف الذكية بجميع أنواعها حول العالم بنسبة حوالي 6%، كذلك طالت الأزمة الكاميرات الرقمية والميكروفونات والسماعات وغيرها، ولا زالت الأزمة مستمرة حتى اللحظة.

لا أريد أن أبدو متشائما ولكن استمرار أزمة مثلا هذه أخطر على العالم من الحرب النووية، ويبدو أن الشركات توافقني الرأي، حيث بدأ يتم تنفيذ بعض الحلول المؤقتة لمواجهة الأزمة، مثل التخلي عن إصدار منتجات جديدة والاكتفاء بالمنتجات الحالية كما فعلت كلام من سامسونج وسوني، حيث اعتذرتا عن إصدار منتجات كان من المتوقع أن يتم إنتاجها في أخر هذا العام.

في رأيي أرى أنه من الممكن أن يكون هناك حلا مؤقتا أخر، وهو أن تركز الشركات في الوقت الحالي على إنتاج الأجهزة الأكثر أهمية حول العالم، مثل الحواسيب والهواتف، وأن تتوقف عن إهدار الشرائح الرقمية على منتجات قليلة الأهمية مثل منتجات الألعاب والساعات الذكية.

 في رأيكم، كيف يمكن للشركات إدارة هذه الأزمة فائقة الخطورة؟؟