هل تظن ان الذكاء الاصطناعي سيصل لمرحلة حيث تكتب ويكيبيديا نفسها تلقائيا من دون تدخل البشر؟

حتّى يكون هذا متاحًا، لا بدَّ لللمعلومات التي ستضمّنها ويكيبيديا في مقالاتها، معلومات رقمية، أي ليست على الأوراق، إنما على الانترنت وفي متناول الجميع. وهذا ما نسير بأتجاهه كل يوم.

الفكرة إذن ببساطة أن تملك ويكيبيديا الحقوق للكتب المنشورة على الانترنت، وهذا قد تحقّق مع جوجل، فهي توفّر على منصّتها الكتب، وتُعطيك القدرة على البحث في محتوياتها، جرّب بنفسك على Google books

فلو تعاونت ويكيبيديا مع جوجل، سيكون البحث عن المعلومات القديمة الموجودة في الكتب أسهل، وكذلك الحال مع المعلومات الجديدة من خلال بوابة بحث جوجل، لكن المشكلة تكمن في المصادر الموثوقة، لا بدّ أن يكون هناك نظام ما يصنّف المقالات حسب الموثوقية، مقال مثلًا من موقع Uptodate سيكون عالي الموثوقية، ومقالات حمزة ستُعطى صفرًا.

كل هذا سهل، لكن الأصعب أن يصوغ الذكاء الأصنطاعي الكلمات، ويرصّ الجمل بطريقة يهضمها البشر، ولا يبدو عليها آثار الروبوتات الجامدة، لا أعتقد أنّ أحد ما استطاع أن يصمّم برنامجًا لفعل هذا باتقان حتّى الآن، لكن الأمر -خصوصًا مع اللغة الانجليزية- مسألة وقت ليس إلّا.

ربما تعليم الحواسيب أن تكتب كالبشر أصعب بمئات المرّات من تعليمها لعب الشطرنج، لكنّها مسألة وقت، إذ أنّ الأمر كلّه مسح أنماط والتعرّف عليها ومن ثمَّ النسج على منوالها، خصوصًا مع البيانات الهائلة المتوفّرة للمواد الانجليزية، لا أظنّ أن العربية ستكون بنفس المرونة، هذا إن توفّرت المصادر النصيّة الموثوقة بشكل رقمي.

ليس شرطًا أن تسلك العربية نفس الطريق الصعب للانجليزية، فهي تستطيع أن تُترجم من الانجليزية، وهناك يُمكن أن تُحسَّن قدرة الروبوتات على الترجمة، هذا يُمكن أن يحدث مع كل اللغات الأخرى كذلك. فلو قام المشروع سيقوم على الانجليزية.

الأمر مخيف لو فكّرتم به، لو تحرّرت ويكيبيديا (أو أي موقع مشابه له شراكة مع جوجل) من قبضة البشر، ستشهد المعلومات طفرة هائلة، والمقالات المضافة ستُعيي قدرتنا على الحساب.

لو تمَّ لها ما تخيّلته من الشروط، فالمعلومات لن تكون سطحية وروبوتية فقط، ستكون على درجة من العمق بحيث يُمكن أن يوثق بها في كافة المجالات، من الطبّ إلى القانون.

ربما لن تكون ويكيبيديا واعية حين ذاك، لكنه لن يكون هناك حد لمدى روعتها!