تتطور التكنولوجيا بشكل متسارع منذ سنوات وتُغير في طريقها العديد من المجالات، وأحد المجالات الأكثر تأثرا بهذا التطور هو مجال السرد القصصي، الذي تطور بفضل التقنيات الحديثة إلى مجال جديد يدعى السرد القصصي الرقمي.

أنا ككاتبة محتوى أجد نفسي مضطرة لمتابعة جميع التطورات في المجال لأجل مواكبة آخر المستجدات، وتدور معظم الأسئلة التي أبحث عنها حول فهم ماهية السرد القصصي الرقمي، وتأثير التكنولوجيا في تشكيله، والتعرف على أهم خصائصه والأدوات المستخدمة في إنشاء هذا النوع من القصص. في هذه المساهمة سأبسط للمهتمين فكرة السرد الرقمي القصصي.

أولا دعوني أقدم تعريفا بسيطا للسرد القصصي الرقمي، السرد القصصي الرقمي هو سرد صنع خصيصا للانتشار عبر العالم الرقمي، مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك، تويتر، يوتيوب، شنابشات)، والمواقع الالكترونية. يستخدم هذا السرد في مجالات الصحافة، العلاقات العامة، الإعلان، التعليم.

حاليا ومع ظهور الهواتف والألواح الإلكترونية وخدمات البث أصبحت القصص المرئية أكثر وصولا وانتشارا في الزمان والمكان، كما أكتسبت مصداقية وموثوقية أكبر، وفتحت مجال أوسع لطرح الأفكار الجديدة وإشراك أكبر عدد من الأفراد في بناء القصص أو حتى تقديم قصصهم الخاصة.

يجب أن نعرف أن أشكال السرد القصصي الجديدة مازالت قيد التطور لأن التقنية نفسها مازالت تتطور. إضافة للأشكال التقليدية ظهرت أشكال جديدة مثل السرد القصصي التفاعلي الذي يتيح للجمهور فرصة التفاعل مع المحتوى بدل تلقيه مثلما جرت عليه العادة، وفي هذا النوع من السرد الرقمي يتم دمج مجموعة من الأدوات كالصوت والموسيقى والصور الثابتة منها والمتحركة والنصوص المكتوبة والرسومات والصوت والفيديوهات.

الأفلام التفاعلية هي أحد أشكال السرد القصصي الرقمي المثيرة أيضا، وأفضل النماذج عليها هي حلقة Bandersnatch من المسلسل التلفزيوني الشهير Black Mirror، حيث طُلب خلالها من الجمهور اختيار المستوى التالي الذي يعتقد أّن على الإنسانيّة الرئيسية القيام بها، وقد كانت جميع الاختيارات تقود إلى أحداث جديدة وقصة مختلفة، حتى أن طول الحلقة يتغير بين 40 دقيقة و90 دقيقة حسب الطريق الذي يختاره المشاهد.

غير ما سبق تعتبر الألعاب الإلكترونية أحد أكثر أشكال السرد الرقمي شيوعا وتتميز بأنها تمنح إمكانية التواصل بين لاعبيها من خلال المحادثات، والخطابات والسيناريوهات.

نجد أيضا تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي التي أوجدت هي الأخرى مكانها في مجال السرد القصصي الرقمي ويُتوقع أن تحدث تغييرا ثوريا في المجال بتغيير المفهوم من "سرد القصة" إلى "عيش القصة"، ويتم بناء هذا النوع من القصص بالاستعانة بكاميرات تصوير 360 درجة، تسمح بمشاهدة القصة من خلال زوايا وسيناريوهات مختلفة وتوفر للمشاهد حتى فرصة عيش دور البطولة فيها، تقدم الجزيرة قصصا مشابهة عبر خدمتها ajcontrast لمن يريد التعرف على هذا النوع من القصص.

في النهاية، ان كنتم مهتمين بتطوير مهاراتكم في السرد القصصي فإن منصة Atavist مناسبة لذلك فهي بمثابة المدونة التي تسمح بالسرد القصصي متعدد الوسائط.

ما هي الأدوات التي تستخدمها لبناء المحتوى الإعلاني أو الإعلامي الخاص بك؟

في رأيك كيف ستغير التكنولوجيا مستقبل السرد القصصي؟