أشعر بالملل أحيانا من تكرار بعض المهام في العمل، ومع ذلك فأنا مضطرة على القيام بها لأنها ضرورية حتى يسير العمل بشكل صحيح، هذا ما يسمى بالروتين في العمل.

لحسن الحظ فقد تم ايجاد حل للتخلص من هذا الروتين، ويتمثل هذا الحل بتوظيف الروبوتات لإنجاز هذه المهام المتكررة. وقد بدأت العديد من مجالات الأعمال بالفعل بإستغلال الروبوتات لتخليص موظفيها من ملل تكرار المهام ما سيسمح لهم بالتفرغ للأعمال الإبداعية، ومن بين هذه المجالات، مجال التسويق.

يحظى توظيف الروبوتات في التسويق بانتشار كبير ومن المتوقع أن يتوسع أكثر في السنوات القليلة القادمة، فوفقا لمجلة فوربس الأمريكية فإن الإنفاق العالمي على التسويق الآلي سيصل إلى 214.4 مليار دولار بحلول عام 2023.

وإن كنت تتساءل عن الوظائف التي يمكن للروبوتات القيام بها في مجال التسويق، دعني أخبرك أن الروبوتات بإمكانها فعل الكثير، بداية من تأهيل العملاء المحتملين إلى تخصيص تجارب المستخدمين إلى إنشاء الإعلانات المحددة وتنشيط عمليات الشراء وحتى مساعدة العملاء على التسوق.كيف هذا؟

تقوم العديد من الشركات التي تستخدم التسويق الآلي بإضافة Chatbot لموقعها الإلكتروني، ويقوم هذا الأخير بالتفاعل مع زوار الموقع بتحيتهم وتقديم المعلومات الأساسية حول المنتج، كما يقوم بتشجيعهم على اقتناءه في أسرع وقت للاستفادة من عروض معينة، شركة الألبسة الشهيرة S&M مثلا تستخدم استراتيجية مماثلة لمساعدة العملاء على العثور على الملابس المناسبة، وقد نجحت من خلالها في تقديم تجربة مشابهة لتجربة التسوق مع صديق. وبهذه الخاصية ستزيد الشركة نسبة محادثاتها مع العملاء دون الحاجة لتدخل الموارد البشرية.

تستطيع الروبوتات أيضا تحويل الزوار الذين لا يُبدون رغبة في اقتناء المنتج إلى عملاء فعليين بإستهدافهم بالرسائل المحفزة على الشراء عبر بريدهم الإلكتروني، وبالتالي زيادة الأرباح.

غير ذلك، يوفر استخدام الروبوتات متابعة العملاء بعد الشراء، من خلال إرسال رسائل الكترونية لاستطلاع العميل عن درجة رضاه من المنتج ومعاملات البيع.

وأكثر ما يجعل هذه الأداة مميزة هو عملها 24/24ساعة في اليوم و7/7 أيام في الأسبوع، ما يعني استغلال الفرص التي تظهر بعد ساعات العمل التقليدية وتحويلها إلى صفقات. وأكثر من هذا، تملك هذه الروبوتات القدرة على اختيار النهج الملائم للتعامل مع جميع الزوار سواء كانوا زوار جدد أو دائمين، وتتصرف مع الزائر وفقا لطبيعته، فإذا كان زائرا قديما فإن الآلي لن يزعجه بالرسائل، وإذا كان زائرا جديدا فسيحاول التفاعل معه لحثه على الشراء، وفي حال تجاوز طلب الزائر اختصاصه فإنه سيقوم بتحويله مباشرة إلى زميل بشري. طريقة التعامل هذه فيها محاكاة كبيرة لطريقة التعامل البشرية في المحلات.

حسب رأيك، إلى أي مدى يمكن التوسع في استخدام الروبوتات في مجال التسويق مستقبلا؟

كيف سيتغير شكل مجال التسويق بعد زيادة الاعتماد على الروبوتات فيه؟