في البداية كانت الفكرة غريبة جداً وغير منطقية خاصة وأن شريكي الذي سيقدم المادة مغربي ! الجميع يعرف مدى صعوبة الإلقاء باللغة العربية لنا كمغاربة بسبب عدم اعتيادنا على مخارج الحروف الفصحى ، أضِف إلى ذلك الإرباك الذي تُسبّبه الكاميرا .
كان المنطق يقول بأن هذا المشروع فاشل ، المعادلة واضحة : أشخاص غير متخصصين في العربية وليست لديهم خبرة في الظهور أمام الكاميرا ولا في إنتاج المحتوى التقني المرئي يقررون إنتاج شروحات تقنية بالِغة العمق والتعقيد بالفصحى وفي منصة اليوتيوب التي لا يعرفون عنه الكثير !
لن أكذب عليكم كُنت متشكك وغير واثق أن ما نفعله صحيح ، ولكن السبب الذي دفعنا إلى الإستمرار هو إنتشار مجموعة من الدعوات التي تقلل من شأن العربية وأكثرها :
الفصحى لغة تنتمي للعصر الجاهلي ولا تصلح لمواكبة التقدم العلمي الراهن.
المفاهيم التقنية العميقة كالتعلم الآلي والذكاء الإصطناعي لا يمكن إيصالها باستخدام الفصحى .
اللهجات العامية أقوى وأنجع من العربي في ايصال الفكرة للمجتمع .
المهم أننا قررنا خوض التحدي وبدأنا بكتابة وإنتاج أولى الحلقات ، مع الوقت لاحظنا أننا بدأنا نتحسن ونتطور في كل شيء ، وبدأ الناس يتقبلوننا بقبول حسن وكان ذلك دافعاً لكي نتعمّق في التجربة أكثر وأكثر وكانت دهشتنا أكبر عندما لاحظنا أن اللغة العربية ليست عبء كما يروّج البعض ..
- لقد إكتشفنا أن الفكرة باللغة الفصحى تصِل بشكل أوضح ، مهما كانت المعلومة بالغة التعقيد ..
هذا ليس مجرد كلام فالمحتوى الذي نقدمه دليل على ما أقول ، فنحن لا نتطرق لمواضيع تقنية ضحلة وفي نفس الوقت الفئة الأكبر التي تتابعنا معظمها شباب مبتدئون وليست لديهم معرفة عميقة بالمجال ، ومع كل هذا فإن مجرد جولةٍ في التعليقات ستعطيك انطباع كبير بأنهم يستوعبون المفاهيم التي نطرحها بدون أي مشكل .
هل نجحنا في تحقيق الهدف ؟
قبل لحظات فقط أكملنا 50 ألف مشترك على اليوتيوب وهذا كان من أهم أهدافنا لسنة 2020 ، وقد أثبتنا أن الفصحى ليست فقط لمحتوى الأشعار والفانتازيا العربية وليست قطعاً للكارتون والمسلسلات المدبلجة فقط ، هذه لغة علم ومعرفة ونتمنى أن نرى المزيد من المحتوى العلمي ينبض بالفصحى ، قد نكون نحن أقل فصاحة من إخواننا العرب الأقحاح والمتخصصين في علوم العربية ولكننا نحاول أن نقدمها مادة عربية فصيحة على قدر استطاعتنا ونتمنى أن يحمل كل صنّاع المحتوى همّ الرقي بهذه اللغة ، إن لم نفعل نحن فمن سيفعل ؟
أهم شيء هو رأيكم في التجربة ، هل من المهم إنتاج المحتوى بالفصحى ؟ هل "المحتوى العربي" يجب أن يبقى "عربي" أم أن خلطه باللهجات العامية يعتبر نوعاً من التطوير والتبسيط لابد منه ؟
عيّنة من القناة :
التعليقات