التشعب الكبير للتقنية والعلوم

في الماضي كان يمكن الإلمام بعدة علوم ،مع العلم أن الرياضيين القدامى كانوا فلاسفة و الأطباء كذلك مثل إبن سينا ،الآن برزت الحاجة للتخصص و التعمق أكثر .

قرأت قبل فترة في جزء من كتاب لآلان دونو أن التخصص الدقيق قد يمحي ويسطح المعرفة الكلية بكافة المجال، وضرب دونو مثالاً حول تقسيم العمل وكيف تحولت الحرفة إلى وظيفة محددة الهدف.

حيث في المثال يقول لو كان هناك عامل يقوم بتصنيع سيارة كاملة وحده كل أسبوع، فإن خمس عمّال يستطيعون تصنيع خمسة سيارات كل أسبوع، ولو تم تقسيم العمل حسب التخصص بحيث يصبح كل شخص مسؤول عن جزء محدد في صناعة السيارة، فإن الانتاجية ستزيد بشكل مضاعف وهذا أمر جيد.

لكن ما يشير إليه آلان دونو رغم نجاح هذه الاستراتيجية في تحقيق إنتاجية أكبر إلا أنها لا تخدم الفهم الأكبر للتخصص كاملاً، مثلاً يصبح المتخصص يفهم الجزء وليس الكل، بالتالي تغيب عنه فكرة الصورة الكاملة.

لا أعلم إن كان هذا ينطبق على التقنية وتخصصات الحاسوب الدقيقة، لكن تقريباً أساسيات العلم في كافة المجالات سواء أكانت علمية أو إنسانية تم وضعها وتأسيسها بالفعل لذلك ما هو متاح للعلماء اليوم هو البناء عليها.

قديما كان يطلق عليهم علماء شموليون ، بساطة العلوم وندرة المتعلمين كانتا سببا في وجود مثل هؤلاء ، ومع التطور الرهيب في العلوم وفي ظل الثورة التكنولوجية الراهنة ، بات من المستحيل أن نجد مثل هؤلاء مجددا

ولذا استحدثنا مفهوم الثقافة لنتمكن من التغلب على هذا الأمر ..

فالإطلاع على مختلف العلوم بجانب التخصص الدقيق يساعد كثيرا في نمو عقلك وإدراكك