مرحبًا،

أتابع الإعلانات المالية للشركات التقنية خلال كل ربع سنوي، تمنحني هذه الإعلانات رؤية حقيقية عن مستقبل الشركات، لأنها تعطيك أرقام واضحة عن (مصادر الأرباح). ومن أين جاءت أغلب الأرباح. وما هي القطاعات التي تنمو أو التي تموت. ويمكنك مقارنة كل ربع سنوي مع العام الماضي. حتي تبني صورة واضحة عن نمو الشركة.

أبرز شيء لاحظتة في إعلانات آبل للربع المالي الرابع من عام 2020، هو أرتفاع أرباح قطاع الخدمات ليصبح ثانيًا بعد مبيعات الآيفون، حيث بلغت العوائد 14.55 مليار دولار، مقارنةً بـ 12.5 مليار دولار في 2019، متخطيًا قطاعات حواسيب Mac، والأجهزة القابلة للارتداء والاكسسوارات، والآيباد. هذا شيء مُخيف جدًا لبقية الشركات.

النسبة الأكبر مع الأرباح جاءت كالعادة من مبيعات آيفون وبلغت 26.44 مليار دولار، مما يعني أن قطاع الخدمات يعادل نصف مبيعات آيفون. وقد يكون هو القطاع الأكثر ربحية لآبل. ربما في الربع الأول من 2022 في حال استمراره بنفس النمو، مع انخفاض مبيعات آيفون. وزيادة الطلب على خدمات Apple One.

آبل تقتل كل من يقترب من هذا القطاع

في حال كنت متابع جيّد لأخبار التقنية لابد أنك قرأت عن قضايا مثل

١. خلاف شركة آبل مع شركة بيس كامب حول تطبيق البريد الإلكتروني وطرق الدفع

٢. قيام آبل بحذف لعبة فورتنايت (Fortnite) الخاصة بشركة (Epic Games)

٣. رفض آبل إضافة (ألعاب فيسبوك) إلى متجر تطبيقات آيتونز. بدعوى مخالفة القواعد

٤. رفض آبل إضافة خدمات الألعاب السحابية لشركة مايكروسوفت xCloud

٥. لجوء نتفلكس إلى تطوير طريقة دفع من خلال موقعها بعيدًا عن آبل

وغيرها الكثير من القضايا التي تجعلك تطرح سؤال؛ لماذا تقوم آبل بكل هذه الحروب المفتعله؟

الأمر ببساطة آبل تريد (تضخيم عوائد قطاع الخدمات لديها) والذي يشمل خدمات مثل الاشتراكات، والدفع، واشتراكات الموسيقى، والألعاب، والأفلام، والأخبار، وأخيرًا الرياضة .. وكل هذه الشركات يمكن أن تنافس آبل لذلك من الجيّد أن تقوم آبل بالتضييق عليها.

الألعاب ساحة حرب جديدة

الألعاب قطاع مربح جدًا؛ بحسب Sensor Tower: قام مستخدمو الهواتف الذكية بإنفاق أكثر من 29.6 مليار دولار على ألعاب الفيديو خلال النصف الأول من العام 2019.

في العام 2014 أعلنت مايكروسوفت عن استحواذها على شركة تطوير الألعاب السويدية Mojang ولعبة “ماينكرافت” Minecraft مقابل 2.5 مليار دولار. ثم في العام 2020 قامت بالاستحواذ على شركة الألعاب Bethesda، ب7,5 مليار دولار. سوني لديها نفس الخطط، أيضا تينسنت الصينية تملك حصص مؤثرة في أكبر شركات الألعاب.

وبالنظر إلى أسعار خدمات الألعاب السحابية نجد أنها ساحة حرب جديدة للشركات التقنية:

Apple Arcade: $4.99

Google Stadia:$9.99

Amazon Luna:$5.99

ولدينا الضيف الجديد مايكروسوفت xCloud

كل شركة تريد تعظيم عائداتها المالية من هذا المنجم (قطاع الألعاب)، لكن آبل لديها نظرة أشمل حيث تندرج آبل أركيد ضمن قطاع كامل متخم بالخدمات التي تولد أرباح بملايين الدولارات. مثل الأخبار، التخزين السحابي، الأفلام، وهناك المدفوعات المالية وغيرها من الخدمات. ويمكن لخدمة Apple One أن تكشف عن مستقبل آبل

آيفون مجاني

لذلك أتوقع أن تقوم آبل ببيع جهاز الآيفون بسعر التكلفة أو ربما تقديمة بشكل مجاني. وسيكون هو عبارة عن (سلة مشتريات) ومجمل الربح يأتي قطاع الخدمات. أعلم أن هذا شيء (جنوني ولا يمكن تصديقه حاليًا). لكنك لو فكرت في عدة مؤشرات مثل تراجع مبيعات الهواتف عالميًا. وتوقف آبل عن إعلان عدد مبيعات آيفون. ونمو قطاع الخدمات خلال آخر ثلاث سنوات. ثم استثمارات آبل في المحتوى. كلها مؤشرات تقول أننا ربما نرى آيفون بسعر التكلفة أو بنصف سعره الحالي. خلال السنوات القادمة.

أهم شيء يجب الانتباه له هو النمو الكبير في عوائد قطاع الخدمات [آيتونز وآبل ميوزيك وآب ستور وآي كلاود وآبل باي] إضافة إلى استثمار الشركة مليار دولار لإنتاج برامج تلفزيونية. وكلها تعزز خطوات آبل لتوليد المزيد من المليارات. ثم بعد استحواذ شركة آبل على تطبيق المجلات الرقمية Texture، دخلت الشركة في مفاوضات مع “نيويورك تايمز” و”وول ستريت جورنال” و”واشنطون بوست” لجعل محتواهم المدفوع متاح عبر التطبيق. صحيح أنها تعثرت قليلًا في محاولات إقناع بعض المؤسسات الإعلامية الكبرى لكنها ماضية في طريقها لجعل تطبيقها للأخبار أيقونة جديدة للأرباح.

آبل اثبتت دومًا بأنها قادرة على تحويل أجهزة مستخدميها إلى أجهزة اشتراكات مدفوعة، لذلك لديها تجربة ناجحة إلى أن تتحول إلى شركة تعيد ترتيب قطاع الترفية على الإنترنت من مجلات وأفلام ومسلسلات وأخبار وموسيقى وكتب ونشاط رياضي