مرحبًا،

لماذا الشركات التقنية الكبرى شريرة؟ هذا ليس سؤالي وليس كلامي لكنه سؤال عام طُرح في عدة مقالات وأبحاث، كما صدرت حوله الكتب مثل كتاب

Don't Be Evil: How Big Tech Betrayed Its Founding Principles -- and All of Us

وغيرها من الكتب والأطروحات التي تناقش فرضية أن الشركات التقنية الكبرى ونعني هنا (مايكروسوفت، قوقل، آبل، أمازون) وغيرها من كبريات الشركات في السيليكون فالي.

بيسكامب متضررة

هذه الأيام لعلك سمعت عن خدمة الإيميل الجديدة التي أطلقتها شركة بيسكامب HEY mail، وكل الإثارة التي احدثتها الشركة عندما قام مؤسسي الشركة بالهجوم بشكل مباشر على سياسات آبلفيما يخص تحصيل الرسوم من الشركات التي تريد طرح خدماتها على متجر تطبيقات آبل، وتحصل شركة آبل على نسبة 30% من الأرباح. وهو ما يقتل النمو في الشركات الصغيرة بحسب تعبير بيسكامب

للمزيد يمكنك متابعة حسابات مؤسسي الشركة على تويتر، ستجد القصة تجدد كل يوم @jasonfried أو @dhh

الدعم في وسائل الإعلام جاء من خلال مايكروسوفت التي انتقدت احتكار آبل. (نعم مايكروسوفت تنتقد الإحتكار)، قد يبدو الموضوع مضحك. لكن تعليل مايكروسوفت الذي قدمتة. جاء تعبيرًا ربما عن امتعاضها وتأخرها في هذا القطاع (قطاع الهواتف)، ثم فشلها في جلب المطورين لخدمات ويندوز فون، ثم اخيرًا خروجها من هذا السوق.

هذا هو الاقتصاد يا عزيزي

هنالك فريقين في هذه الحرب فريق يقف مع بيسكامب إما لأنه صاحب شركة ناشئة وتضرر من سياسات آبل وعانى منها كثيرًا أو لأنه مطور ويجد أن الشركة تحد من الإبداع، أو ربما لأنه يكره آبل لأنه من مستخدمي هواتف أندرويد :)

لكن دعونا نتحدث عن الاقتصاد قليلًا، اليوم نحن نتحدث عن اقتصاد يدعم حرية السوق، وآبل تعمل في سوق يكفل لها حرية فرض نسبة على خدماتها لأنها في المقابل تدقم خدمات للشركات (آبل لديها مليار جهاز مُفعل، عندما تضع خدمتك المدفوعة على أجهزتها أنت ضمنيًا تقوم بتقديم خدماتك المدفوعة إلى مليار جهاز)، هذه الخدمة تعطي آبل الحق في اقتطاع نسبة من الربح لأنها تأتي ضمن (التسويق لك، أو نسبة من عمليات البيع، أو تعمل على مساعدتك على البيع أكثر).

من الشركات التي تضررت من هذه النسبة، نتفلكس مما دفعها إلى تطوير منصة دفع خاصة بها على موقعها حتى تستعيد جزء من أرباحها التي فقدتها بسبب سياسات آبل.

لماذا لا تتصرف بقية الشركات مثل نتفلكس؟

ليست كل الشركات الناشئة شهيرة مثل نتفلكس، التي لديها من الشهرة والحضور العالمي مايدفعها لتبني سياسات دفع خاصة بها. لكن الشركات الصغيرة الأخرى تحتاج إلى استثمار مبالغ ضخمة في التسويق إلى خدمات الدفع الخاصة بها. في حين أنها لو لجئت إلى آبل لوجدت الحلول جاهزه وتعمل بكفاءة في كل دول العالم وتم ربطها مع البنوك العالمية في كل مكان. (أنا محاط بالإحتكار كيف أتنفس)؟

حسنًا الأمر يحتمل أكثر من وجهة نظر. لكن على الأغلب هذه نحن سندخل في دوامة من النقاش حول مساوئ و وفوائد الاحتكار ... ما رأيك أنت في هذه القضية .. أعني قضية احتكار الشركات الكبرى لأي نوع من الخدمات؟