مرحبًا،

خلال الأسبوعين الماضية قمت بتجربة جميلة ساعدتني على التركيز في عملي، وألهمتني الكثير من الأفكار. وقبل أن أعطيكم خلاصة التجربة، إليكم الجواب على (لماذا أصلًا أتوقف عن استخدام هاتفي بكثرة؟).

حسنًا؛ أعتقد أن مطالعة الهاتف عدة مرات متتالية في وقت قصير جدًا، هي حالة مرضية تستدعي الإلتفات لها ومعالجتها، صحيح أن كل الناس في العالم مصابين بها الآن، إلا من رحم ربي. :)

ستقرأ في الإنترنت عن أمراض مثل مرض الخوف من فوات الشيء أو فومو ( Fear of missing out) اختصارًا FoMO، وغيرها الكثير من الأمراض التي نشأت من "تنبيهات الجوال"، الشبكات الاجتماعية وغيرها. حتى يمكن أن تلاحظ على نفسك هذا الشيء.

الآن، كيف يمكنني التخلص من هذا القلق، والعودة كأنسان طبيعي

  • حذفت حسابي من على فيسبوك نهائيًا (منذ خمس سنوات ولم أفقد شيء ذو أهمية)

  • حذف تطبيقات الشبكات الاجتماعية من هاتفي (تويتر، لينكدإن، سناب)

  • قمت بتخفيف قائمة الأخبار التي اتابعها في فيدلي.

  • أوقفت جميع التنبيهات في هاتفي الجوال. (ليس هناك ما يزعجني)

  • عدت لإستخدام ساعة لليد (ليست ساعة ذكية)، حتى اتجنب مطالعة هاتفي لتفقد الوقت :)

  • ابقيت جهاز الكيندل معي في كل مكان أذهب له، وهذا ساعدني على إنهاء كتاب في كل أسبوع (معدل جيّد)

  • اشتركت في قوائم بريدية للمواقع التي أفضلها، وابتعدت عن متابعتها على تويتر أو من خلال فيدلي (في القوائم البريدية سوف تحصل على أفضل خمسة أو عشرة أخبار مهمة من اختيار المحررين)، وهذا عكس لو تابعتها بشكل في تويتر أو فيدلي.!!

  • توقفت عن استخدام تويتر، وقد تطول فترة التوقف

الآن الخطة هي حذف كل حساباتي في الشبكات الاجتماعية، نعم الأمر صعب بالذات لأن أعمالي تتطلب التواصل من خلال تويتر أو لينكدإن، لكن دومًا هناك بديل. يمكنك فتح يوتيوب والبحث عن أى لقاء لـ Cal Newport والاستمتاع بكلامه وأفكاره في ضرورة التخلي عن الشبكات الاجتماعية، هذا الرجل لدية مؤلفات كثيرة قرأت له Deep work وأنصحكم بقراءة هذا الكتاب لأنه يعيد تهذيب أفكاركم حول الشبكات الاجتماعية وكيف افقدتنا متعة العمل. ليس لدية أي حساب على الشبكات الاجتماعية لكنه مبرمج و "نيرد" كما يصف نفسة. ويستخدم الانترنت ولم يشكل له ذلك أي متاعب. :)

حسنًا، لنعد لتجربتي هل فقدت شيء؟

لا. الحقيقة لم افقد شيء. إلا كثرة التنبيهات بعد الاستيقاظ من النوم (ياربااااه كانت أيام سيئة)، كنت عندما أصحو من النوم أول شيء أفعله هو فتح شاشة الجوال ثم الاستعداد إلى سيل من التنبيهات من كافة التطبيقات لأحداث وأعمال وأخبار لا ناقة لي فيها ولا جمل، شيء يعكر مزاجك منذ الصباح، شيء يجعلك مشتت، يغرق تفكيرك بأشياء لا دخل لك فيها.

أما خلال الأسبوعين الماضية الوضع مختلف جدًا، أبدًا صباحي بكوب قهوتي، والمشيء الطويل، ثم الأفطار، ثم عند التاسعة صباحًا أبدًا بتفقد رسائل الإيميل، وبعض الأخبار على فيدلي. وأعود للعمل.

التجربة جميلة جدًا، و أراحت عقلي وأعتقد أنها ستدفعني للخروج كليًا من الشبكات الاجتماعية ...