"هـبة مـهدي"

كــعـك الــوطــن ولا حـلـوى الـغـربـة

كثيراً ما سمعنا هذه العبارة من العديد، وخاصّة من الأمهات اللاتي تسمعن بموضوع السفر والهجرة خارجاً، فما أن يقرر أحد ابناءها الهجرة بقصد العلم والسعي خلف مستقبلٍ أفضل، تشيح بوجهها وعلامات العتب باديةً على وجهها ثم تقفز على شفتيها جملة تُقال ممزوجةً بالأسى "الك قلب تترك أهلك وبيتك وكلشي وراك وتمشي! "

فهل حقاً فئة الشباب "تتركُ وتمشي" دون أي اهتمام لماضيها وما عاشته منذ نعومة أظفارها؟!

تواترت في الأعوام الأخيرة ظاهرة الهجرة والاغتراب، ولعلنا شهدناها أكثر من أي وقتٍ مضى. فهل هي رغبة وحلم، أم أنّها جبراً وقصراً؟

يُنهي الطالب مرحلته الثانوية وهو بقمة الحماس للمستقبل الذي رسمه وللخطط التي سيبدأ بتحقيقها، ثم ما إن يخطو عتبة الجامعة ليُفاجئ بما لم يعلم من قبل، خاصّة إن لم يكن ثرياً بما يكفي أو إن لم يكن هناك من يسنده ويقف خلفه؛ فيواجه الصعوبات بالشروط التعجيزية للقبول وللطلبات التي لا تنتهي.

حتى وبعد تعبٍ نفسيٍّ عظيم وجسديٍّ بليغ والكثير من خيبات الأمل؛ يتخلى عن فرعه وطريقه للوصول لأحلامه، ويدخل أيّ فرع جامعيّ يتاح له تحت مسمى "المهم يصير معي شهادة"

أما البعض الآخر، فلا يتخلى عن مخططاته بسهولة ولا يرضى بما فُرضَ عليه؛ فيتمرد ويسعى للسفر خارجاً باحثاً عن فرصة لضمان مستقبله علمياً ومهنياً، حيث يرى الاهتمام بطلاب العلم والقيمة. ورغم كل ما يواجهه من مشاكل عائلية وتخبطات عاطفية حيث أنّه يتأرجح بين قلبه وعقله، بين عائلته ومستقبله.. إلاّ أنّه أخيراً يمسح دمعة هربت من مقلتيه ليعلن بصمودٍ وقهر قراره بالسفر والركض بعيداً خلف نجاحه..

وهنا يأتي السؤال الحقيقي : هل بات الحلم صعباً؟ أمطلوبٌ أن تتخلى فئة الشباب عن كل ما عاشته مقابل مستقبل أفضل؟ أيلزم دائماً الرضى فقط بالكعك؟

أم أنّ الوطن والأحلام لا يجتمعان!

هبـة مـهدي