المُعلمُ الأستاذ ونصرة الشَّباب لإمامِهم

..

أنمار الحسيني

...

إنَّ الشَّبابَ هُم عَصبُ المُجتمع وعمودهُ الفقري، ومَنْ اعتمدَ على الشَّباب فَلَحَ، ومَنْ أهملَهم خابَ وفشلَ؛ فلا يخلو مجال مِنَ الشَّبابِ إلا وأصابهُ التَّجمد والشَّلل.

لتلكَ الأهمية نكتبُ السُطورَ التَّالية عَنْ أهميةِ الشَّباب في نصرة إمامهم الغائب، وكيف أنَّهم قادرونَ على نصرةِ الإمام المنتظر (عَلَيْهِ السَّلام) في هذا العصرِ المليء بالجَّورِ والفِتَنِ.

الشَّباب الَّذي تثقفَ بالثقافات الوافدة إلى البلاد الإسلاميَّة مِنَ البلاد الغربية واندفعَ إليها وصارَ يتقبل النَّظريات العلمية والآراء الجديدة على جميعِ الأصعدة الاجتماعية منها والاقتصادية، بل حتَّى السِّياسية والدِّينية، نجده يقف أمام القضية المهدوية موقفَ المُترددِ المُشكك في صحتها والمستغرب مِنَ التَّعرضِ إليها مع أنهم مِنْ أبناء الإسلام، فهؤلاء كيف يتمُ التَّعامل معهم؟ وهل موقفهم هذا ناتجٌ عَنْ تقصيرهم في البَحث والمعرفة بالقضية المهدوية أم أنَّه تقصيرٌ في طريقةِ وأسلوب إيصالِ ما يخص هذه القضية إليهم؟

لذلك تصدى المحقق الإسلامي المرجع الصَّرخي بالاهتمام بهذه الشَّريحة مِنْ خلال توجيهاته المباركة قائلًا: "الواجب علينا شرعًا وأخلاقًا تمرين أنفسنا ومجاهدتها للحصول على التَّكامل الفِكري والحصانة الفكرية والَّتي مِنْ خلالها يكون الاستغلال الصَّحيح والأمثل للعقل والفكر، فنُميز بين الأطروحة والدَّعوة العلمية الصَّادقة وبين الأطروحة المخادعة الكاذبة".

كان هذا مقتبسًا مِنْ كتاب "أخيار العراق ورايات المشرق" ولهذا قام المرجع الصَّرخي بالاعتناء بالشَّباب مطبقًا قوله أعلاه مِنْ خلالِ فتحِ دورات أخْلاقيَّة وتربويَّة ودروس قرآنية، ومجالس نصح وإرشاد... ليصنع منهم قادةٌ وباحثونَ وخطباء منابر وقارئونَ للأدعية بكل طلاقة.. حيثُ جعل منهم شبابًا حطَّمَ بهم القيود وتعدى بهم حدود الجَهل الَّذي يُراد بهم.

ومِنْ منطلق أنَّ الشَّبابَ هُم الحل للمشاكلِ الَّتي يواجهها الإسلام، والإسلام بحاجة إليهم لحل معظم مشاكل الأمة الَّتي تواجهها، واعتقدُ أنَّ الشٍَبابَ قادرونَ على حلها، هُم فقط بحاجة إلى أنْ يأخذوا فرصة لإثبات أنفسهم. ومِنْ أهم المشاكل الَّتي يمكنهم المساهمة في علاجها، هي قمع الأفكار الَّتي تغزو الأمة الإسلامية مِنْ إلحادٍ وفتنٍ وتطرفٍ وغيرها.

وتعتبرُ القضية المهدويَّة مِنَ القضايا المُعاصرة، وهذه القضية بالذات مِنْ بينِ القضايا الدِّينية في خلودٍ وتجددٍ دائم، حيث لا تجد عصرًا مِنَ العُصور لا يتطرق لها ولكن في كل عصر يختلف طرحها عَنْ العصور الَّتي سبقتها، ففي عصرنا هذا نرى الشَّباب هم من لهم الحق في نصرة إمامهم والنُّهوض بقضيته المباركة؛ لأنَّهم النَّواة الأولى لقيامها.

تلك القضية الَّتي شغلتِ العالم بأسره كبيرهم وصغيرهم وخاصَّة في هذا الزَّمن الَّذي يقلُ فيه العدل، فحيثُ تجدُ الحديث المهدوي متواجد في كل مكان.. ومِنْ هذا المنطلق نجدُ الشَّباب متجهةٌ قلوبهم إلى صاحب هذه القضية (عجلَّ اللهُ فرجه الشَّريف) فتراهم يبذلونَ ما في وسعهم مِنْ أجل ظهور الحق.

في خاتمة حديثنا وختامها مسك.. نحنُ متفائلونَ جدًا بالشَّباب، فبالرغم ما يواجهونه مِنْ تحديات وأزمات، ألا أنَّ ما نراه مِنْ قدرات الشَّباب اليوم مذهلةٌ بحق، وهم قادرونَ بالفعل على تغيير المياه الرَّاكدة وليس تحريكها فقط.

للاطلاع على المزيد مِنْ إبداعِ الشَّباب:

فيديو للباحثِ الشَّاب

الشور_يصنَع_أنصارًا_للمهدي

بحث بعنوان "تربية النفس في طريق التَّكامل والرقي" يلقيهِ الشَاب ماجد السلطاني (وفقه الله).