كتبت نادين صعابنة

نادين_صعابنه

-يا ترى كم بنت رح يصير عنا؟

ألقيت سؤالك على عقلي دون أن تعي ماذا فعلت، تركتني في غَيَابة الجُبّ أبحث عن إجابة لن أجدها الآن..

أعي تمامًا أن الاختلاف الذي بيننا لن يكن يومًا عائقاً، لكنني أخشاه، نحن مستقيمان لا يلتقيان أبدًا، قَتلتكَ المظاهر ذات يوم وأنتَ تشتري ساعة تجاوز سعرها الألف وأكثر..

لا لشيء سوى أنها علامة تجارية مسجلة "ماركة" غِبت عن بساطة العيش حين تفاخرت بسيارتُكَ التي تجاوز سعرها المائة ألف و ربما أكثر، فأنا هنا بين دفتي لحاف لستُ أعلم شيء عن هذه المغريات.

اغتالتني بساطتي وبساطة رؤيتي للأشياء، سعادتي لوجبة طعام أُحبها أو وشاحٌ صوفي بألوان تغريني، أو ربما كتاب أجد روحي بين طياته.

ماذا عنك ؟

وأنتَ أخذت بك الحياة إلى الأصوات الأكثر صُخبًا، إلى المغامرات التي لا أُحبذ أي منها، إلى الأصدقاء التي يمكن لمصاريِفِهم اليومية أن تكن رأس مال لمشروعٍ محترم يُطعم ألاف الفقراء، كيف تجاذبنا ؟ !

وأنتَ لا تستطيع الجلوس معي على قارعة طريق لاحتساء كوب شاي ساخن إثر برد..

أن نتبادل دفئ لم نحظى بِه من قبل، أن تُخبرُني عن سعادتك لمجاورتي الآن ونحن هنا..

أن ترتشف من كوبي القليل، ثم تعترف لي بأنك لا تُحب الشاي بل تريد القهوة..

أن نحلم سويًا بذاك البيت الصغير، أن تعدني بالأمان داخله، أن نفرشه سويًا..

أخشى إن التقينا أن لا تستطيع الاستماع لي حين أحدثك كطفلة صغيرة لا زالت تسترق الحروف عن عتبات شفتاها كي تركب أمنية، أو ربما لن تستمع لي حين أخبرك عن أحداث الرواية التي أقرأها اليوم..

ولن تعد غدًا لتسألَني عن النهاية، ربما تنسى كل ما تفوهت به بالأمس.

أما عني...

أعدك أن أتابع معك كل المباريات التي لا أحُبها دون تذمر، وأن لا أجعلك تنام ليلة واحدة دون أن أزرع ابتسامة على قلبك لتثمر على شفتاك.

أن أكن إليك سميرة التعب، وجليسة البكاء أن أعزل العالم عنك حين ضعف وأن لا تكن بجواري سوى الرجل القوي الراضي.

لك مني أن أحبك مطولاً إن كُنت الأمان بعد هذا التعب.

ولكن، هل حقًا سنصل إلى أن ننجب طفلة أم أننا غير جديرين بمثل هذا اللقاء؟

1_ شباط_ 2020

السبت.

نادين_صعابنه